هي قصّة فريدة التي لم يكن لها نصيب من اسمها سوى فرادة المرض، فبعد ارتفاع وقع طبول الحرب في بلدها سورية ترحل فريدة مع عائلتها لتبدأ رحلة أخرى مع المرض في البلد الجديد، حيث يتم تشخيصها بمرض سرطان الثدي؛ ولأن الأفكار تولد من الألم تقرّر فريدة مشاركة القرّاء رواية تكتب فيها يومياتها مع المرض، ويظهر ذلك عبر محطات مؤلمة تظهر من خلالها تقاطعات المرض المُميت مع الذكريات والأحلام والحب والأمل بالبقاء.
"أنا فريدة" رواية تجعلنا نقف عند رمّزيّة مهمّة، وهي أنّه في الكثير من الأحيان يصبح المرض نقطة تحوّل في حياة الإنسان تضعّه في مواجهة مؤلمة مع نفسه ومع الحياة، إمّا أن يخرج منها منتصراً أو مهزوماً. جاء إبقاء الرواية بصيغة تترك الباب مفتوحاً أمام تأويلات المتلقين المحتملين كنوع من المشاركة الوجدانية التي تتيح للقارئ حرية وضع النهاية التي يريد. وقد برزت من خلالها المرأة/ الكاتبة بصوتها، كأديبة وقاصّة ذات ذائقة فنيّة عالية المستوى، ومبدعة تمتلك ناصية اللغة، وسلاسة السرد، وشفافيّة البوح، إضافة إلى أدوات فنية أخرى.