إذا تأملنا رسائل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي والرسائل الفورية والميمات السياسية، سنلحظ التغيّر في طريقة إنتاجنا ونقلنا للثقافة بصورة جذريّة، وهنا تكمن الأهمية البالغة لفهم العواقب المترتّبة على الانتشار الواسع لوسائل التواصل الرقمية، سواء من الناحية الفكرية أم الاجتماعية.
يطرح كتاب "التطور الثقافي في العصر الرقمي" رؤيته المتمثلة في وجود تخصص "التطور الثقافي" الذي يعد بالنسبة إلينا بمثابة إطار نظري متميّز، وبخاصة عندما نشرع في تحليل العصر الرقمي، كما يُعتبر التطور الثقافي مجالاً علمياً نشطاً ومتداخلاً مع مجالات علمية أخرى، بالإضافة إلى أنه إطار علمي يحقّق نتائج علمية مطّردة بهدف تقديم تفسير واقعي وكمّي للثقافة، كما يبيّن المؤلف الطريقة التي من خلالها يقدّم لنا التطوّر الثقافي نظرة عميقة لفهم السلوك البشري بالاستناد إلى علوم الإدراك، ونظرية التطور، والمنهج التجريبي الكمّي الرصين، ويتعمق الكتاب في بحث موضوعات متنوعة نتجت بصورة مباشرة عن أبحاث التطور الثقافي في وسائل التواصل الرقمية.