الحبُّ -أعزك الله- أوله هزل وآخره جد، دقَّت معانيه لجلالتها عن أن تُوصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة، وليس بمنكر في الديانة، ولا بمحظور في الشريعة، إذ القلوب بيد الله عز وجل. هوى فصبوة فشغف فكَلَف، عشقُ فنجوى فودُّ فهيام أو جنون. اختلف الناس في ماهية الحب وقالوا وأطالوا، والذي أذهب إليه أنه اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة في هذه الخليقة في أصل عنصرها الرفيع. طوق الحمامة في الأُلفة والأُلَّاف، رسالة ابن حزم الأندلسي في صفة الحب ومعانيه وأسبابه وأعراضه وما يقع فيه وله، اقتصر فيها على ما عرفه وخبره من الوقائع والحوادث والمواقف، ضمنه نصائح وفوائد كبيرة يوزعها في أبواب بدأ بباب علامات الحب وختمها بباب التعفف. عالج فيه ابن حزم عاطفة الحب في أسلوب قصصي من منظور تحليلي إنساني، ضمنه أشعار وأخبار وقصص المحبين كما شاهدها أو حدثه بها الثقات من أهل زمانه. من أجمل ما كُتب عن الحب، كتاب واجب قراءته في كل زمان، لا حياء الحب في القلوب.