
سنن الصلاة القولية والفعلية - مبارك بن فوزان المبارك
7 ر.س
الحق عليه باقي 7 فقط - اطلبه الآن
فلا يخفى على مسلم أهمية الصلاة في حياته، وهي أم العبادات وأول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، لذلك شرعها الله على محمد ﷺ من فوق السماء السابعة ليلة المعراج.
ومع ذلك فقد دخلها التقصير من كثير من المسلمين في جوانب عدة، ومن ذلك التقصير في الخشوع فيها وإقامتها بحق، فمن منا لم تشغله الحياة الدنيا عن تأدية عباداته حق تأديتها ، فترى الواحد منا يقف بين يدي ربه عز وجل وهو يفكر في صفقة لم تتم أو هاتف يرن أو خلاف مع أحدهم، أو ينظر في ساعته، أو يتابع زخارف السقف أو السجاد، أو يصلح هندامه، أو غيرها من مشاغل الدنيا والحياة اليوميّة، هذا مع العلم أن كلا منا وهو يتحدث مع رئيسه في العمل ترانا كلنا آذانا صاغية وننتقي عباراتنا بتؤدة، ونتابع ردة فعل المتلقي لما نقوله، ونتحين الأساليب حتى نسترعي انتباه الشخص المخاطب، فنترك عنده أفضل انطباع عن شخصيتنا ، هذا الجهد كله نبذله مع خلق الله، ولكن عندما نقف بين يدي خالق الخلق ملك الملوك ترانا ننقر الصلاة كنقر الغراب أو نردد الآيات لا ندري ماذا قرأنا ، ولا نعلم أصلينا ثلاثا أم أربعًا، وهل سجدنا مرة أم مرتين ؟ وهل قرأنا الفاتحة ... وهل وهل ؟!
والعيب كله أننا وبكل بساطة لم نستحضر بين يدي من نقف ؟ ولم نستشعر عظمة الخالق الذي نصلي له ونسأله، مع العلم أننا في حالة الضر أو المرض أو الحزن ترى الواحد منا مكسور الجناح ذليلا وهو يسأل ربه إن يشفيه أو يرحم ميته أو يغفر زلته فهلا وقفنا مع أنفسنا قليلا؟! لنستعرض ونستذكر أهمية الصلاة، ومعناها الحقيقي؛ حتى تصح صلاتنا ونؤديها بحق، لنكون من مقيمي الصلاة فعلا ، ونأخذ بها الأجر العظيم، لأنه ليس للمرء من صلاته إلا ما عَقَل منها كما جاء عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْها : ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها»، وفي المرفوع قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْصَرِفُ وَمَا كُتِبَ لَهُ إِلَّا عُشْرُ صَلَاتِهِ تُسْعُهَا ثُمُنْهَا سُبُعُهَا سُدُسُهَا خُمُسُهَا رُبُعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا ».
فكم لنا من صلاتنا يا ترى ؟!
لهذا أرشدني الله تعالى لكتابة هذه السطور التي حاولت أن أجمع فيها سنن الصلاة القولية والفعلية الواردة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على وجوه متنوعة؛ لتحقيق السُّنة حتى تكون تذكرة لي ولغيري من إخواني، راجيا أن تقع في قلوبنا موقعها، وأن تُعيننا على حسن العبادة وعلى تحري الخشوع في صلواتنا حتى تصبح تامة مقبولة عند الله تعالى.
مكتبة لبيع و نشر الكتب متوفر لدينا مصاحف، كتب شرعية، تراثية، فكرية، تاريخية، روايات، مقررات جامعية.