قاعدة في زيارة بيت المقدس ويليها فتيا في تسمية العامة المسجد الأقصى وحجره الخليل حرما

من مظاهر عناية علماءِ الإسلامِ ببيتِ المَقْدِسِ، وعُلُو منزلته في قلوبهم تلكم المصنَّفاتُ والمؤلَّفات التي دَوَّنوها في بيان فضله وما يتعلق به، سواء تلكم المؤلَّفات المفردة، أو ما دَوَّنوهُ في كتب التفسير والحديث والفقه والتاريخ وغيرها.

ومن ذلك هذه الرِّسالةُ القَيِّمَةُ المختصرة، التي دَبَّجَتْها يَراعُ شيخ الإسلام الإمامِ الرَّبَّاني أبي العَبَّاسِ أحمدَ بنِ عبد الحليم بن تيمية رحمه الله في بيان فضل بيت المَقْدِسِ ومكانته، وصيانته عن بعض ما أُلْصِقَ بهِ مِنَ الخرافات والبدع والضلالات.

أسعد بتقديمها للقُرَّاءِ الكرامِ مُحَقَّقَةً على ست نسخ خطيَّة، بذلتُ فيها وُسْعِي خدمة وعنايةً ، ضربًا منّي بسهم في خدمة قضية المسجد الأقصى، وإحياء لمنزلته وشرفه في نفوس المسلمينَ، أسألُ اللهَ القَوِيَّ المتين القدير أنْ يَمُنَّ علينا ويُقِرَّ أعيننا بتطهير بيتَ المَقْدِسِ مِنْ رِجْسِ اليهود وسائر الكفَّار، ويذهب غيظ قلوبنا، ويُمكن للإسلام وأهله، ويُعْلِيَ رايةَ السُّنَّةِ، قريبا غير بعيد، إنَّه ولي ذلك والقادر عليه .

وليعلم القارئ الكريم أنَّ هذه الرسالة سبق وطُبِعَتْ ضمنَ مجموع الفتاوى»، وطُبِعَتْ مفردة، لكني رأيتُها بحاجة لمزيد عناية وخدمة وضبط، فاستعنت الله تعالى في ذلك وهو خير معين .