آفاق الإسلام والمجتمع الحديث - د. مطلق الجاسر

عن أبي هريرة الله قال : قال رسول الله ﷺ: «كل مولود يولد على الفطرة؛ فأبواه يهودانه، أو يُنصرانه، أو يُمجسانه؛ كمثل البهيمة تُنتج البهيمة، هل ترى فيها جدعاء.

ثم إنه في العصور المتأخرة تسارعت عجلة التطور في جميع نواحي هذه التطورات تعالت أصوات ترمي الإسلام بالرجعية، الحياة، وتزامناً مع وتصفه بالعجز عن مواكبة هذه التطورات وتلكم الأحداث.

وأصبحنا نسمع ونرى من ينادي بإلغاء العمل بالقرآن والسنة إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، بحجة أنهما لا يصلحان لهذا العصر! وقائل هذا الكلام لا يخلو من إحدى السوءتين، إما الجهل أو الحقد.

فإنه لا يخفى على المنصف المطلع أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان ، مهما تطور الزمان وتغيرت المجتمعات ، كيف لا ولم يترك لنا النبي خيراً إلا ودلنا عليه ولا شراً إلا وحذرنا منه ، كما قال أبو ذر الغفاري : لقد تَرَكَنا رسولُ الله الا الله وما يتقلب في السماء طير إلا ذكرنا منه علماً.

ولا شك أن قضية الإسلام وعلاقته بالمجتمع الحديث قضية واسعة بعيدة الغور، ولا تكفيها المجلدات الكبار، لذلك فقد حاولت في هذا الكتاب أن ألفت الأنظار إلى بعض الآفاق التي من أدركها ساعده ذلك في استيعاب علاقة الإسلام بالمجتمع الحديث، وذلك من خلال استعراض شيء من تاريخ الحضارات قبل الإسلام، وكيف كانوا يقبعون في ظلمات الجهل والخرافة، ثم بيان ما أضاف الإسلام للبشرية، وكيف غير النبي ﷺ العالم وأزال الله به الظلمات بالنور، ثم تسليط الضوء على أبرز سمات العصر الحديث وهو النزعة العلموية، ثم بيان صلاحية الدين الإسلامي لكل زمان ومكان، ثم بيان أهمية حقوق الإنسان في المجتمع المسلم مع بيان المقاصد الشرعية، ثم التطرق لقضية العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين في المجتمع.

لا أزعم أن هذه المواضيع سوف تعالج قضية الإسلام والحداثة والمجتمع الحديث، ولكنها آفاق توسع المدارك، وتنير الأذهان لأكبر قدر ممكن من الإدراك والاستيعاب والله تعالى الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب، لذلك سميته كتاب (آفاق الإسلام والمجتمع الحديث).

وهذا الكتاب ينتظم في مقدمة وسبعة فصول ، وهي :

الأول: حال العرب قبل الإسلام.

الثاني: ما قدمه الإسلام للبشرية.

الثالث: العلموية من سمات المجتمع الحديث.

الرابع: صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان.

الخامس: حقوق الإنسان في المجتمع المسلم.

السادس: مقاصد الشريعة: مفهومها و أقسامها وأثرها في استنباط أحكام النوازل.

السابع: علاقة المسلم بغير المسلمين في المجتمع.