يعتبر تفسير فتح القدير للشوكاني (1173 - 1250هـ) أصلاً من أصول التفسير، ومرجعاً من مراجعه، لأنه جمع بين التفسير بالرواية والتفسير بالدراية، حيث أجاد فيه مؤلفه في باب الرواية، وتوسع في باب الدراية. شرع في تأليفه في شهر ربيع الآخر من سنة 1223هـ.
كانت للشوكاني طريقته الخاصة في التفسيره، ذكرها في مقدمة كتابه وهي :
الجمع بين التفسير بالرأي والتفسير بالمأثور، لذا أطلق عليه اسم «فتح القدير، الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير»
ايراد الآيات ثم تفسيرها، وذكر الروايات التفسيرية الواردة عن السلف، وكثيراً ما يذكر عمن أخذ أصحاب كتب التفسير.
ذكر المناسبات بين الآيات، والاحتكام إلى اللغة، معتمداً على أئمتها كالمبرد، والفراء، وأبي عبيدة.
الاعتناء بإيراد القراءات السبع وشرحها وبيان معناها .
ايراد مذاهب العلماء الفقهية في كل مناسبة، وذكر اختلافهم وأدلتهم، والترجيح بينها، واستنباط العديد من الاحكام معتمداً على اجتهادة في كثير من المواضع.
اعتمد الشوكاني في تفسيره على عدد من المصادر المختلفة ومنها:
من كتب التفسير: تفسير عبد الرزاق، والزمخشري، وابن عطية الدمشقي، وابن عطية الأندلسي، وعبد بن حميد، والطبري، والقرطبي، وابن أبي حاتم، والثعلبي.
من كتب الحديث: مسند أحمد، ومصنف ابن أبي شيبة.
من كتب اللغة: ابن قتيبة، والأزهري، وابن دريد، والجوهري، وأبي جعفر النحاس، والزجاج.