هذا الكتاب هو التراجم لرجال أربعة كتب، وهذه الكتب للأئمة الأربعة المتبعين في الفقه: أبي حنيفة, ومالك, والشافعي, وأحمد.
أما أبو حنيفة فليس له تأليف, لكن جمع له بعض أتباعه بعض الأحاديث التي كان يرويها في كتاب سماه "مسند أبي حنيفة".
وأما مالك فله الكتاب المشهور "الموطأ".
وأما الشافعي فله "المسند"، وهو مأخوذٌ من "الأم" وغيرها من كتب الشافعي.
وأما الإمام أحمد فله "المسند" المعروف.
فهؤلاء الأئمة الأربعة لهم رواة رووا عنهم ليسوا في "تهذيب الكمال", فكيف يتم الكشف عنهم ؟ فجاء الحافظ الحسيني فألَّف كتابًا في رجال العشرة سمَّاه "التذكرة بمعرفة رواة العشرة"، حيث أخذ كتاب "تهذيب الكمال"، وأضاف إليه رواة الأئمة الأربعة الذين لم يُذكروا في "التهذيب"، ولما كانت مادة كتاب الحسيني معظمها في "تهذيب الكمال", تفطَّن لهذا الحافظ ابن حجر والتقط من كتاب الحسيني رواة الأئمة الأربعة، ورتبه على الحروف، وأضاف إليه أشياء واستدرك عليه أشياء، فإذا أراد الباحث أن يكشف عن رواة أحد الأئمة الأربعة ليس مذكورًا في "تقريب التهذيب" فيكفيه الرجوع إلى كتاب "تعجيل المنفعة".
وقد بدأ المؤلف كتابه بمقدمة بيَّن فيها موضوع كتابه وسبب تأليفه له، ثم ذكر خطبة كتاب الحسيني، واستدرك عليه وناقشه في أشياء ذكرها في خطبته، وقد تضمنت مقدمة الحافظ ابن حجر فوائد حديثية مهمة، ثم بعد أن فرغ من المقدمة شرع في تراجم الكتاب مرتبين على حروف المعجم.
وقد بلغ عدد التراجم في هذا الكتاب (1727) راويًا