يُعد من كتب الإرشاد التعليمي المؤلفة في القرن الثامن الهجري، المنتشرة بين طلبة العلم والمؤلفين في مناهج وطرق التدريس والدراسات التربوية، كما يعد مرجعًا للقائمين على عملية التعليم وشؤون الطلاب والمعلمين والمتعلمين؛ لما اشتمل عليه من تفاصيل في آداب المتعلم وإرشادات للمعلم، مع حرص على الاستدلال والتمثيل.
تناول فيه المؤلف جملة من الآداب التي لا بد للعالم والمتعلم أن يلتزم بها. وقد ألفه بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة، أبو عبد الله الكناني الحموي، عمل قاضيًا في بلاد الشام ومصر، وخطيبًا في المسجد الأقصى والجامع الأزهر والجامع الأموي، (639 هـ- 733 هـ) نهاية القرن السابع وبداية القرن الثامن الهجري.
رتب المؤلف الكتاب على خمسة أبواب تحيط بمقصود الكتاب، وهي:
الباب الأول: في فضل العلم والعلماء وفضل تعليمه وتعلمه.
الباب الثاني: في آداب العالم في نفسه، ومع طلبته، ودرسه.
الباب الثالث: في آداب المتعلم في نفسه، ومع شيخه، ورفقته، ودرسه.
الباب الرابع: في آداب التعال مع الكتاب والمكتبة.
الباب الخامس: في أدب سكنى المدارس، وما يتعلق بها من النفائس.
قال عبد السلام عمر: «فنقلنا من أدب مع رب العباد، وأدب مع العباد، إلى أدب مع ما يؤنس من الجماد (الكتاب)، وما ترك المسكن المرتاد (المدارس)، حتى أعطى كل ذي حق حقه، فأنصف للشيخ من تلميذه، وأنصف للتلميذ من شيخه».
قد أوضح ابن جماعة منهجه في الكتاب بقولهِ: «وجمعت ذلك مما اتفق في المسموعات، أو سمعته من المشايخ السادات، أو مررت به في المطالعات، أو استفدته في المذاكرات، وذكرته محذوف الأسانيد والأدلة، كيلا يطول على مطالعه أو يمله. وقد جمعت فيه بحمد الله تعالى من تفاريق آداب هذه الأبواب مالم أره مجموعًا في كتاب وقدمت على ذلك مختصرًا في فضل العلم والعلماء...».