أحكام التجويد في كلمات العزيز الحميد

أما بعد: فهذه مساهمة مني في خدمة كتاب الله عز وجل، بناء على رغبة من بعض طلابنا وقد تتبعت فيها كلمات القرآن الكريم، فذكرت منها بين قوسين ما يحتاج إلى التنبيه على حكمه التجويدي البارز ، مما يتكرر كثيرًا : كالغنة والإدغام والإخفاء والإقلاب، والمد والقصر، وبعض أحكام الوقف والابتداء، وما يتعلق برسم المصحف من الحذف والإثبات، والفصل والوصل وهاءات التأنيث، ونحو ذلك من الأحكام التي تلزم القارئ، لا سيما ما يترتب على قصر المد المنفصل من أحكام، وقد ذكرتها على وجه الإجمال، دون خوض في التفصيل والتعليل وذكر القواعد، فإن هذا لا تتسع له حاشية المصحف، كما لا تتسع أيضاً لذكر جميع أحكام التجويد في كل حرف وكل كلمة بالتفصيل الموسع. ويستفيد أكثر من هذه الأحكام من عنده إلمام بقواعد التجويد أو شيء منها.

هذا: وإذا كانت دار المعرفة بدمشق، قد شرفت بإصدار مصحف يشير إلى بعض أحكام التجويد عن طريق الألوان، فإن هذا المصحف قد نص عليها وذكر حكم كل كلمة إلى جوارها. ولعل هذا هو أول مصحف يتتبع كلمات القرآن على هذا النحو ، مع ما فيها من كثرة النظائر التي تساعد القارئ العادي على معرفة الأحكام وتطبيقها.

وكتابة أحكام التجويد مقابل الكلمات القرآنية في حاشية المصحف، تعين القارئ على تطبيق الحكم التجويدي.

وتسعفه عن التفكير أو البحث فى كتب التجويد لمعرفة الحكم حال إمساكه المصحف وتلاوة كتاب الله عز وجل، وبتكرار الأحكام وإعادتها في الآيات المتتابعة والمتباعدة تكون عند القارئ ملكة ترسخ في ذهنه لمعرفة النطق الصحيح لكلام رب العالمين، وكل هذا مما يسهم في تلاوة القرآن الكريم، ولكنه لا يغنى عن التلقى والمشافهة، فإن التلقى من أفواه الشيوخ لابد منه لصحة التلاوة ولمعرفة قواعد التجويد والاستماع إلى تلاوة مثلى ونحو ذلك كله خطوة على الطريق نحو حق التلاوة، وكلها مساهمات تعين على تصحيح التلاوة.