عون الرحمن في تفسير القران 25/1

التَّعريفُ بمَوضوعِ الكِتابِ:

لا يخفى على أحدٍ حاجةُ الأمَّةِ إلى أن يُقَدَّمَ لها تفسيرُ كِتابِ اللهِ عزَّ وجَلَّ بغايةٍ مِن التحقيقِ والتهذيبِ، والاختيارِ للصَّحيحِ أو الرَّاجحِ والأظهرِ من الأقوالِ، وما تحتمِلُه الآياتُ، مع استخراجِ ما فيه من الهِداياتِ والفوائِدِ والأحكامِ، والحِكَمِ والمواعِظِ، والدُّروسِ التَّربويةِ؛ لكي يؤدِّيَ تفسيرُ كتابِ اللهِ وتدريسُه وتعليمُه ثمارَه المرجوَّةَ؛ صَلاحًا في أعمالِ الأمَّةِ، وسُموًّا في آدابِها وأخلاقِها وسُلوكِها، وهذا ما ذكَرَ المؤلِّفُ أنَّه نحى إليه في هذا التَّفسيرِ: (عونُ الرَّحمنِ في تفسيرِ القُرآنِ وبَيانِ ما فيه من الهداياتِ والفوائِدِ والأحكامِ).

وقد ذَكَر المؤلِّفُ أنَّه سَلَك في هذا التَّفسيرِ مَسلكَ البَسطِ والإيضاحِ، وتسهيلِ العبارةِ، واختيارِ أصَحِّ الأقوالِ وأرجَحِها وأعَمِّها، وما تحتَمِلُه دَلالةُ الآيةِ وسِياقُها، مُعتمِدًا في ذلك على مصادِرِ التفسيرِ المعتَمَدةِ؛ مِن تفسيرِ القُرآنِ بالقُرآنِ، والسُّنَّةِ، وأسبابِ النُّزولِ، وأقوالِ السَّلَفِ مِنَ الصَّحابةِ والتَّابعينِ، ولُغةِ العرَبِ، وعلى كلامِ محقِّقي أهلِ العِلمِ مِن المفَسِّرين وغَيرِهم.

وإذا كانت الآيةُ تحتَمِلُ معنيينِ أو أكثَرَ ذكَرَ المؤلِّفُ تلك المعانيَ، مع حَملِ الآيةِ على المعنى الأعمِّ والأوسعِ؛ لأنَّ مِن قواعدِ التَّفسيرِ: (أن تُحمَلَ الآياتُ على أوسَعِ معانيها) كما ذكَرَ.

وذكَرَ المؤلِّفُ أنَّه حَرَص أيضًا على اطِّراحِ الأقوالِ الشَّاذَّةِ والضَّعيفةِ التي لا يؤيِّدُها دليلٌ لا مِنَ السِّياقِ ولا مِن غيرِه.

مقدمة الطبعة الثانية

1445هـ

الحمد لله الذي بعونه وتوفيقه تتم الصالحات والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فمنذ صدرت الطبعة الأولى لهذا السفر المبارك عام ١٤٤١هـ، بدأت بالترتيب للطبعة الثانية، وذلك من خلال مراجعة نص هذا التفسير، وحواشيه، واستدراك ما فات من الحكم على بعض الأحاديث، وحذف ما كان منها ضعيفًا.

كما زودت هذه الطبعة بأكثر من مئة وسبعين وقفةً علمية وتربوية، وجعلت مسك

الختام مئة وصية وأربعين من الفوائد والفرائد والحكم والمعاني الشعرية المختارة. أحمد الله على التيسير ، وأسأله التوفيق والقبول وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.