ابنُ الجوزيّ هو الواعظُ، والأديبُ، والمُؤرِّخُ جمالُ الدين عبدُالرحمن بنُ عليّ بن محمد بن عليّ القرشيّ التيميّ البكريّ، ويُكنّى بأبي الفرجِ، ويُلقَّب بابنِ الجوزيّ، وُلِدَ في منطقةِ دربِ حبيب في حوالي عامِ خمسمئةٍ وثمانيةٍ للهجرة، وقِيل بعدَها بسنةٍ، أو اثنتين، وكرّسَ حياتَه لطلبِ العِلم، والتوسُّعِ في معرفةِ فنونِه، وجوانبِه المُختلِفة، وممّا ساعدَه على ذلك: ذكاؤه الحادُّ، وسرعةُ بديهتِه، وسعةُ روايتِه، وكثرةُ محفوظِه. وبقِيَ ابنُ الجوزيّ على ذلك النحو إلى أن تُوفِّي -رحمه الله- في الثاني عشرَ من شهرِ رمضانَ من عامِ خمسمئةٍ وسبعةٍ وتسعين للهجرة، ودُفِن في بغدادَ
الكتاب
يعالج الكتاب موضوع الحمقى والمغفلين، وقد قسمه ابن الجوزي إلى أربعة وعشرين باباً ففرق بالحماقة وشرح معناها، وذكر أسماء الحمقى وبين صفاتهم، وحذر من صحبيتهم وأشار إلى من ضرب المثل في حمقه وتغفيله وذكر جماعة من العقلاء صدرت عنهم أفعال الحمقى فأصروا عليها مستصوبين لها فصاروا بذلك الإصرار حمقى ومغفلين.
ثم انتقل ابن الجوزي ليحدثنا عن المغفلين من القراء والمصحفين ثم ذكر المغفلين من رواة الحديث وابن الجوزي في هذا الكتاب أديب رائق العبارة، متفنن في طرق الأداء، قادر على التعبيرات النادرة والتصوير الرقيق في أسلوب مرسل لا يجري وراء حلى الألفاظ ولا ينزل على حكم التكلف.