وإن عظمة الله جل في علاه، لا يحيط بها شيء، ولا يَقْدُر قدرها إنسٌ ولا جانّ، ومن حقه علينا بذل الجهد في التعرف إليه، وتعريفه إلى الناس.
وإن من أولى ما اشتغل به الدعاة والمربون أن يُعَرِّفوا الناس بالله، ويزيدوا من عظمته في نفوسهم، فإن المعظِّم لأي أحد يضم إلى تعظيمه هيبةً وإجلالاً ومحبة، فمن عَظَّم الله سبحانه، هابه وأجلَّه وأحبه، وكفى بهذا داعيًا للمرء إلى طاعة الله، ومُرَغِّبًا له ومُرَهِّبًا في اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه، في الفرائض والنوافل، مُتَلَمِّسًا رضاه، ومُحِبًّا له.