

صيانة الصحيحين بحوث واملاءات على كتاب التتبع
218.5 ر.س
الحق عليه باقي 2 فقط - اطلبه الآن
لِلْحَافِظ أبي الحَسَنِ الدَّارَ قُظني ت ٢٨٥ ت ٣٨٥ و رحمة الله
أملى تعليقاته فَضيلة الشيخ
یاسر بن محمد فتحمن آل عید
اعد بحوثه وخرج أَحَادِينَهُ وَكَتَبَ مُقَدَّمَهُ
محمد بن عبدالله بن محمد الحمدان
دار ابن الجوزي
الطبعة الاولى 1446 ه
مقدمة المُسْتَملِي
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
أما بعد؛ فإن أصح كتب المسلمين بعد كتاب الله : الصحيحان؛ صحيح البخاري، ثم صحيح مسلم، ذلك بأنهما جمعا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أصدقها خبراً، وأثبتها نبأ، أصحها من السقم وأبعدها عن الوهَن، وأحراها بالقبول. وكذلك قبلهما علماء المسلمين طُرّاً ،أجمعين وعملوا بما فيهما، وجعل الله
لهما قبولاً عند كافة المسلمين. وكان من الحافظ أبي الحسن الدارقطني لله أن كتب أشياء تتبعهما فيها، كهيئة المتعقب وهي على جزأين: «الإلزامات، والتتبع». أما الإلزامات؛ فهي أحاديث رأى الدارقطني الشيخين تركا إخراجها، وكانت
على شرطهما في رأيه، لذا ألزمهما بإخراجها وهذا سهل باک با وأما التتبع ؛ فهي أحاديث أخرجها الشيخان أو أحدهما، والدارقطني يراها أحاديثَ مُعَلَّةً، فتعقبهما في إخراجها وتتبعها حديثاً حديثاً، فهذه هي موضوع هذا الكتاب .
قال أبو الوليد الباجي : .. بل قد تصح أحاديث ليست في صحيحي البخاري ومسلم، ولذلك قد خرج الشيخ أبو الحسن الدارقطني والشيخ أبو ذر الهروي في كتاب «الإلزامات) من الصحيح ما ألزماهما إخراجه وكما أنه قد وجد في الكتابين ما فيه الوهم، وأخرج ذلك الشيخ أبو الحسن الدارقطني، وجمعه في جزء، وإنما ذلك بحسب الاجتهاد فمن كان من أهل الاجتهاد والعلم بهذا الشأن؛ لزمه أن ينظر في صحة الحديث وسقمه بمثل ما نظرا ومن لم يكن تلك حاله؛ لزمه تقليدهما في ما ادعيا صحته . . (١) .
وكنت حينما كنت أدرس الصحيحين عرضتُ على شيخنا الشيخ ياسر بن محمد فتحي آل عيد كلام الدارقطني في التتبع، وجمعتُ له ما تيسر من الطرق والروايات فأملى عليَّ تعليقات قيَّدتُها، حتى اجتمع لي من ذلك ما ترى، والحمد لله . وكان ابتداء هذه المجالس في شهر شوال سنة ست وثلاثين وأربعمائة وألف وختامها في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة وألف، مع انقطاع خلال ذلك دام سنة وشيئاً .
وكان حصر جمهرة من هذه المجالس : فضيلة الشيخ سليمان بن عبد الله سليمان آل مهنا، وفضيلة الشيخ إبراهيم بن محمد بن سعد المهيزع، وإليهما الإشارة ب: «قال سليمان وقال إبراهيم)) .
وقد سماه شيخنا : صيانة الصحيحين، وهو إن شاء الله إعلاء للصحيحين، من غير إطراء، وإنصاف للدارقطني، من غير إجحاف.
وبالله نستعين، وبحوله نجيب، وإليه نرغب في التوفيق للصواب، ولا حول ولا قوة إلا بالله . الهية
منهج هذا الكتاب :
أني - بعون الله - أفسر كلام الدارقطني لله وأبين معنى ما أراد .
ثم أنظر في سائر كتبه كالعلل والسنن والغرائب والأفراد، وجزء علل أحاديث في البخاري، وغيرها، وآتي بما يشهد لما قاله في التتبع، أو ما يخالفه. ثم أذكر صنيع الشيخين، وكيف أخرجا ذلك الحديث، أحدهما أو كلاهما . ثم أجمع روايات الحديث محلّ التعقب ما تيسر منها، ولم يكن القصد من
جمع الروايات استقصاءها، وذكر جميع العلل التي وقعت فيها، وإنما القصد جمع ما تعلق بالإعلال الذي ذكره الدارقطني والاقتصار على إيراد ما تعلق بكلامه . ثم أجمع كلام أهل العلم في الحديث من وافق منهم الشيخين، أو أحدهما، ومن وافق الدارقطني .
ثم أعرض جميع ذلك على شيخنا الشيخ ياسر ، فإذا قضيتُ ذلك؛ أملى عليَّ على بديهته، وكان ربما فكر ملياً حتى يأتي بما يريد، وربما يستعيدني الشيء حتى يحفظه، ثم يظلُّ يكرّره حتى يضبطه، فإذا أحاط به أورد وأصدر وأتى بما يشفي جزاه الله خيراً، ونفع بعلومه انظر مثلاً : الحديث (١٤٥)، هذا وجه من تعليقاته، ووجه آخر أن يحيلني على كتابه فضل الرحيم الودود، تخريج سنن أبي داود»، أو غيره من كتبه، فأنقل منه، أو أختصره والخصه .
ذ بالله من فإذا قضى كلامه؛ سألته عما أشكل عليَّ، وربما سأله الشيخ سليمان المهنا أو الشيخ إبراهيم المهيزع، فأثبت ذلك.
وقد سلكتُ في تخريج الروايات طريقةً غير معتادة، وذلك أني إذا قلت في متن الكتاب: رواه فلان قلت في الحاشية رواه عنه: فلان [أخرجه البخاري ...] وفلان [أخرجه مسلم ...] وفلان [أخرجه أبو داود. ..]» وهكذا، أتتبع الرواة عن ذلك الراوي المذكور في المتن وأجعل التخريج مبنياً على ذلك، وعلة ذلك : أني كنت أخرج على الطريقة المعتادة، فأقول: «أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود . . . »، فيسألني الشيخ ياسر : مَن رواه عنه؟ ، أو يسألني: من طريق من أخرجه البخاري؟ وأحياناً يقول من أخرجه من طريق فلان؟، وما أشبه ذلك، فلما كثر ذلك؛ صرتُ إلى هذه الطريقة في التخريج، ثم لما انتهى الكتاب ثقل عليَّ أن أعدله، فرأيت إبقاءه كما هو، والله المستعان .
متجر لبيع الكتب نهتم بكتب التراث والكتب النادرة ونسعي لتوفير جميع الكتب