الحق عليه باقي 3 فقط - اطلبه الآن
مـا يقترحـه بـاديـو هـو الفـصـل بـين المعرفة والحقيقة. المعرفـة مجـرد
«حالـة ثابتـة لمـا نـمـيـزه عـن «موضـوع مـا، أمـا الحقيقـة فـهـي دومـا
ضرب مـن «الإخـلاص» الـذي يعقـب «حدثـا» مؤسسـا. والمشكل
هـو دائــا: كيـف تنجـح «طريقـة إخـلاص» معينة في أن «تعـبر المعرفة
الموجـودة، انطلاقـا مـن هـذه النقطة الزائدة أو المفرطـة التـي هـي اسـم الحدث». مـا تنتجـه المعرفـة هـي معلومـات «صحيحـة»، أي متعينـة دائـرة المعـارف السائدة، أمـا «الإخـلاص فهـو يـتـج موقفـا «حقيقيا»، أي طريقـة تجمـع المتكثـرات عـبر الاسـم المفـرط للحـدث. ومـن ثـم ينكشـف لـنـا أن «مـا يقبـل التـايـز هـو صـحيـح. لكـن وحـده ما لا يقبـل التـايـز هـو حقيقي. قـال بـاديـو : «أن نكتـب في ضـوء مـا لا نريد أن نكونـه مـهـا كان الثمـن هـو بـلا ريـب أمـر أكثـر إفـادة مـن أن نكتـب تـحـت الصـورة المريبـة لمـا نـرغـب في أن نصير عليـه» (نظريـة الـذات). يشـيـر هـذا التنبيـه مـن جـهـة صامتـة إلى هـذا: أن الفيلسـوف ليـس هويـة لأحـد. ولا أحـد يـحـق لـه أن يتكلـم بـاسـمه. وذلـك فقـط لأن الحقيقة لا يجـدر بـهـا أن تكـون سياسـة هـويـة. ومـن المفيـد عندئذ أن نكتـب ضـد أنفسنا، أو ضـد مـا يـراد لنـا أن نكـون مـنـذ وقـت طويـل. كل إرادة هـويـة هـي وجـهـة حزينـة لا تليق بالفيلسوف. ومـن الحقيـق به أن يكتـب في ضـوء مـا لا يريد أن يكـون. وهـذه مهمـة لطيفـة للفلسفة في أي مكان. تلـك هـي بـعـض خيـوط هـذا الكتـاب.
نحن متجر "دهليز" لبيع الكتب نهدف إلى خلق ممر واصل بين القارئ وعالم المعرفة عبر توفير الكتاب بأميز الطرق وأسرعها.