دوما ننتظر شخصا ما .. نظن أن بتنزله تنمحي كافة أوجاعنا .. نتوهم أن بإشراقته علي ظلمة أكواننا يتبدد التيه والحيرة ويغمرنا السلام .. نخدع ذواتنا خديعتنا الأعظم حين نهمس لأنفسنا وقت الوجيعة .. أن يوما ما .. وجوار شخص ما .. سنشعر بالاكتمال ! ولكننا ننسى أن عطبنا ذاتي .. وأن نقصنا مثبت فينا كنظام تشغيل .. وأن ذاك الشخص ذاته الذي رأينا فيه المخلص وسبيل التحرر ..ربما هو من سيمنحنا خيبتنا الكبرى .. ويجمع فجواتنا جميعا في فجوة واحدة .. أعظم ! وربما بدلا من أن نثمر جواره .. قد نذبل .. وننزوي .. ونتلاشى .. ونذوب ! ننسى أننا نحتاج أن نحسن صحبة أنفسنا ونداوي عطب نفوسنا .. قبل أن نترقب تنزل الآخر .. لن يكون الآخر جنتنا أبدا ما دمنا فقط نسعى لتخدير أوجاعنا عبره .. وليست تلك العلاقة في حقيقتها سوي تلاهي لا واعي عن مقابلة الذات ومواجهة حقيقة أنفسنا ! العلاقات المرضية تبدأ هنا .. حين تصير العلاقة محض هروب وفرار .. ولا شيء أكثر .. وإن أكثر الناس اقترافا لأخطاء الاختيار هم أولئك الذين ينتظرون بشغف ويترقبون بتلهف .. فتشتبه عليهم الوجوه .. ويسقطون فراغهم العاطفي علي وجه عابر ما ، فيشاهدونه بخلاف حقيقته .. أولئك الذين يظنون أنهم يداوون الظمأ .. عبر تتبع السراب .. ! (حتي إذا جاءه .. لم يجده شيئا) ! اقتباسات : " “أن المؤذي لا يتغير إلا حين يرتطم بالقاع.. حين يذوق خسارات حقيقية ترجُّ عالمه رجة عنيفة بما يكفي لاستفاقة." "“لا تبق فقط لأنك تخشى وجع الفراق لا تمكث لأنك اعتدت الجوار والصحبة لا تنتظر فقط لأنك لا تحتمل الوحدة لا تشوِّه روحك بالبقاء في علاقة تؤذيك" “الوحدة دومًا خيرٌ من شبه مشاركة ونصف علاقة وقرب زائف”