يحكي خالد حسيني في هذه الرواية قصة امرأتين أفغانيتين مختلفتين من حيث النّشأة والبيئة والعمر، تجمعهما الظروف في بيت واحد وتجمعهما مشاعر كراهية متبادلة، ما تلبث تلك المشاعر بحكم الظروف أن تتغيّر وتتبدل وتنقلب إلى مشاعر محبة واتفاق حدّ ارتكابهما جريمة مشتركة، تحمل إحداهما وزر الجريمة وتقبل أن تُعدم، مبعدة شريكتها عن العقاب لتتمكن من تربية أطفالها.
حرص خالد الحسيني في روايته على رصد التّفاصيل الدّقيقة لحياة الشخصيات وتسلّل بخفة إلى مشاعرهم وأحلامهم، وبرع في نقل تبدلات عواطفهم وتقلبات أمزجتهم بفعل الحدث الأكبر الحدث السياسي الخارجي الذي دمّر أفغانستان وأعادها إلى عصور ما قبل التّاريخ.
نادراً ما يتمتع الروائيون الذكور بهذه الدقة في سبر أغوار المرأة ومعرفة مشاعرها والحكي عن تلك التفاصيل الدقيقة من التّبدلات العاطفية في مراحل عمرية مختلفة، سن الطفولة والمراهقة والشّباب والنّضج.