لو غرد شعراء الأمس
25 ر.س
من يُمعن النظر في تاريخ الأدب عامة والشعر خاصة يجد ما للشعر العربي من نقاط تُميزه عن مختلف الثقافات الأخرى بدايةً بعدم تأثره بالوقت ولا بالزمن حيث يزداد حسناً ورونقاً بالتقادم فلا يتأثر باللغة البيضاء ولا باللهجات العربية المختلفة، وتتجلى جماليات ومحاسن الأدب العربي في حكمته التي استمرت على مدى العصور ، ونُقلت عبر الأزمان بالتواتر كإرث ثمين يُحفظ لتستفيد منه الأجيال فيصبح كالمعلقات على جدران التاريخ .
وأمست مصدراً للحكمة وأساساً في التربية وباباً لتهذيب النشأ، فلا تكاد تخلو قصيدة من بيت يحث فيها الشاعر على مكارم الأخلاق من الفضيلة والصفات الحميدة أو يذم الأفعال الدنيئة وما يشوب الروح النقية من بخلٍ و طمعٍ و شجعٍ أو جبن ، فتشبّ الأجيال على الأصالة وتنمو على الحكمة و تسمو في الفضيلة ...
فالشعراء من أهم مدارس الأخلاق ومعلميها عبر التاريخ ، ولما كان للشعر من تهذيب للنفوس كأن يدل البخيل على الكرم والجبان على الشجاعة، ولما لها من حفظٍ للغة وتقويماً للسان العربي الصحيح ، ولما في الشعر العربي من إعجاز و متعة فقد آثرت نقل ما أثراني من أهم أبيات الحكمة للشعراء الذين لم يحالفهم الحظ ولم يسعفهم الوقت للتغريد بيننا لنشر حكمتهم بطريقة عصرية تتناسب مع أسلوب الحياة الحديثة ولمن لم يجد طريقه للأدب العربي ليكون زورقه الذي يعبر به نحو بحور الشعر.