واقع الأمر أني رأيت "إنسانًا آخر" واقفًا أمامي، إنسانًا لم أستطع تبيّن ملامحه تحت هالة القداسة التي أضفيتُها عليه. برغم ذلك أقول: إن الصواب لم يجانبني لمّا خلعتُ عليه صفة القداسة، فبرغم كل شيء كان هو الشخص الذي أدين له بالفضل، وكان هو الشخص الذي كنتُ أحتاج إلى وجوده وإلى أثـرِه كيما أعثر على ذاتي الحقيقية. وقد تجلّتْ هذه العلاقة المزدوجة (أي: كونه حبيبًا ومرادفًا لصورة الربّ) في أنني لم أرفع الكلفة بيننا قط، ولم أنادِه باسمه الأول كما كان يفعل معي برغم علاقة الحب بيننا، وطَوال حياتي كانت المخاطبة بصيغة الاحترام (حضرتك) مرادفة للحميمية والألفة، أما المخاطبة بصيغة (أنتَ) فمرادفة لمخاطبة من هم أقل أهمية.