
الغارة الهلينية والبيان العربي
65.55 ر.س
الحق عليه باقي 1 فقط - اطلبه الآن
من أجل رصد حقيقة أصداء كتابي أرسطو “الشعر” و”الخطابة” في الشعريّة العربيّة جاء كتاب الباحث عباس أرحيلة “الغارة الهلّينيّة والبيان العربيّ” الصادر عن دار كنوز بعمان، متمّما ومتناغما مع أطروحة « التأثير الأرسطيّ في البلاغة والنقد العربيين إلى حدود القرن الهجريّ الثامن» من مطبوعات كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة بجامعة محمد الخامس في الرباط.\n\nوممّا تجدر ملاحظته أن البابين الثاني والثالث من هذا الكتاب كانت خلاصة محتوياتهما ضمن الأطروحة، وحذفا منها بسبب طولها. وأهمية هذين البابين أنهما قدما فكرة عن مرحلة النقد العربيّ، بدءا من المرحلة الجاهليّة، حتى نهاية القرن الهجريّ الثاني، لاختبار مقولة التأثير الهيلينيّ في الأدب والنقد العربيين، قبل ترجمة كتابي “الشعر” و”الخطابة” الأرسطيين، أي قبل أن تعرف الثقافة العربيّة آثار أرسطو عن طريق الترجمة.\n\nوأنهى المؤلف مقدمة كتابه بقوله: “أدعو الله العليّ القدير أن يحمل هذا الكتاب تأكيدا وإضافة لما ورد في كتابي الأثر الأرسطيّ في البلاغة والنقد العربيين إلى حدود القرن الهجريّ الثامن، وأن ينجلي به الكيد الخفي الذي أراد أصحابه إيهام الفكر الإنسانيّ أن الحضارة الإسلاميّة كانت «ذيلا» للثقافة اليونانيّة في القديم، وأنها كانت تابعة للفكر الأرسطيّ خاصة. وجاء ذلك الكيد نتيجة لتضخم المركزيّة الأوروبيّة في العصور الحديثة، وهو أن أهل الحضارة الإسلامية أمام المدّ الحضاري الغربيّ، واستكانتهم له، واستمراء تقليده، وتماهيهم معه، بل والذوبان في حداثته لدى عشاق تلك الحداثة.\n\nوفي هذا إقصاء لحضارة إنسانيّة لها حضورها في الأزمنة والأمكنة ماضيا وحاضرا، حضارة ظلت دعامة لتاريخ الإنسانيّة في كل ما يطرحه واقعها من قضايا وإشكالات. حضارة يقودها وحي يهدي إلى التي هي أقوم، وخارج رحابه لا يكون سوى الضياع والتيه. وكيف تكون الغفلة في الأرض وفيه الأجوبة عن كل ما اعتبرته الإنسانية إشكالات وتحديات ولا تزال؟\n\nوحي يعلن للبشرية عن الدخول في نهاية التجربة البشريّة على الأرض. ولا شك أن مظاهر نهاية ذلك الغرب المتغطرس، الذي ظل ينتهك حقوق الحضارة الإسلاميّة، ويتغافل عن أهمية الوحي فيها قد بدأت تتخايل في الآفاق البعيدة نتيجة أزماتها الاقتصاديّة والأخلاقيّة والنفسيّة…”.\n\nومما جاء في ظهر غلاف الكتاب: وبقي السؤال “هل كانت للغارة الهلّينيّة ممثلة في أرسطو نتائج حاسمة في توجيه البيان العربيّ، والتحكم في مساره؟ وهل استقرّ الرأي في البحث العلميّ عن تبعية البيان العربيّ للبيان الهيلينيّ؟ وبعبارة أخرى، هل انتفت الأصالة في البيان العربيّ ضمن الدراسات النقديّة والبلاغيّة في تاريخ التراث العربيّ؟\n\nوهل كانت هناك حقّا غارة بخيلها ورجلها؟ أم هي زوبعة وهميّة لم تكن تخفي إلا ذاتها؟ غايتها الزجّ بعزة أهل الإسلام في دوامة حداثة غربيّة. وينطلق عباس أرحيلة في كتابه من أن النقد هو الحديث عن أثر الأدب في النفس مع بيان قيمته الفنيّة والجماليّة، باستنطاق خصائصه ومميزاته، قصد الحكم عليه.\n\nويقدّم الكتاب فكرة عن النقد العربيّ، من المرحلة الجاهليّة حتى نهاية القرن الهجريّ الثاني، لاختبار مقولة التأثير الهيلّينيّ في الأدب والنقد العربيين، قبل ترجمة كتابي “الشعر” و”الخطابة” الأرسطيين، أي قبل أن تعرف الثقافة العربيّة آثار أرسطو عن طريق الترجمة.\n\nإن عباس أرحيلة ظلت تزاحمه هاجسا، وفكرا -أثناء البحث- مجموعة من الأسئلة المؤرقة؛ وهي أسئلة محملة باستغرابه العميق حول ما هو موجود من الآراء الخادشة لقناعته الدينية، والفكرية، والتي ساد في الاعتقاد أنها من الحقائق الثابتة.. لذلك شمر على الساعد للتصدي لها، من أجل إبطالها، علميا، بالدليل الذي لا يعوزه من أين يأتي به.\n\nورغم مشقة وجودها في طريق البحث، فهو لم يحد عما ترجمه له إحساسه، مما ظل ينتظره من جهود كانت الغاية منها تبديد هذا القلق الذي لا يمكنه أن يزول إلا بالنتائج التي تجعل من أرسطو ضفة، ومن النقد والبلاغة العربيين ضفة أخرى، لاختلاف الخصوصيات والبناء كما ظل يعتقد.
مكتبة كنوز المعرفة ، حيث تبدأ الرحلة مع الكتاب! منذ عام 1991، ومكتبة كنوز المعرفة تُعدّ واحدة من أعرق وأهم وجهات عشاق القراءة والمعرفة في الوطن العربي. تأسست برؤية واضحة وهي نشر الثقافة وتعزيز حب القراءة بين جميع أفراد المجتمع.