فيما يروي الأديب الكبير علوي طه الصافي تلك الحكاية الطريفة عن علي العمير قائلاً: " مرَّة كنا في مدينة (أسمرا) بإرتيريا، نسير على أرجلنا في أحد شوارعها، فمرّت من جانبه سيارة (صرف صحي) ضخمة، مندفعة بشكل جنوني كادت أن تدهسه، لكن أراد الله له السلامة، فجلس القرفصاء، واضعاً يديه على رأسه، كمن حلَّت به كارثة محققة، أسرعتُ إليه مفزوعاً، مواسياً خشية أن يكون قد أصيب بمكروه !!
حين وجدته سليماً أردت مداعبته ـ لحبه للدعابة البريئة دون خبث من ورائها ـ قلت له: أيها الصديق، هل أفزعتك سيارة، وأنت القبيلي، ابن العشيرة التي تنام وتصحو على السلاح في السِّلم، والحرب؟
رد عليَّ بروحه الساخرة: لقد ذكرَّتني بتاريخ أحمله على كتفي، وهو تاريخ ثقيل فأنا لا أشعر بالحزن إلاَّ لأنني كدت أموت موتة رخيصة، لا دفاعاً عن حياض، أو في سبيل الشرف، والكرامة، وهي موتة رخيصة، وغير كريمة؛ لأنها بسبب سيارة (صرف صحي) !!"