وهذا الكتاب كذلك اهتم بالجانب الباطني للصلاة الذي يلامس الروح، فظاهر الصلاة لايؤثر على النفس كباطنها، وإجزاء الصلاة و صحتها ظاهرًا لا يدل على قبولها، فليست كل صلاة مجزئة مقبولة، والصلاة التي لا تُقبل لا تترك أثرًا للإنسان، كنهيها عن الفحشاء و المنكر مثلا، لذا على الإنسان أن يهتم بباطن الصلاة كما يهتم بظاهرها بل أكثر من ذلك.
و قد بين الشيخ "حفظه الله" ذلك ببيان لطيف، حيث سمى أو قسم "إن صح التعبير لنقلي" الفقه إلى قسمين : باطني و ظاهري.
فكما أن الإنسان حريص على إجزاء علمه ظاهرًا، فكذلك لابد أن يكون حريصًا على قبول ذلك العمل فالإجزاء في كفة و القبول في كفة أخرى وهي الأهم، لأن الإجزاء إنما هو مسقط عن التكليف فقط ولا أثر يستتبعه "وهو ما يبحثه الفقها الأبرار في بيان الجانب الفقهي للعبادة وهو الفقه الظاهري كما يعبر عنه الشيخ حفظه الله في كتابه".