"التوست المحترق"
(( مجموعة قصصية لليافعين ))
التوست المحترق طعامي المفضل, نعم , أنا أحب التوست المحترق! وأحب رائحته, وطعمه المميز.
كل صباح أضع قطعة خبز في جهاز التحميص, وأدعها وقتاً طويلاً, حتى تتحمص وتحترق, وتفوح رائحتها, وإذا كان محمصاً استمتعت به أكثر.
لكن إخوتي وأمي يبدؤون بالصراخ والأنزعاج من رائحة الحبز المحترق, وكل صباح تتكرر هذه المعركة!
تقول لي أمي هذا مضر بصحتك!
فأقول لها: أنا حر بصحتي!
تقول لي أختي: ضايقتنا بالرائحة!
لإاقول لها : المنزل لنا جميعاً, وليس منزلك وحدك, من حقي آكل ما أرغب بة !
في صباح يوم من أيام المدرسة, حين نزلت إلى المطبخ لأتناول الإفطار كالعادة, وجدت طبقاً من البيض المسلوق المقطع على طاولة المطبخ.
تعرف أمي أني لا أحب البيض المسلوق, ولا أتحمل رائحته: بل إنة يسبب لي الغثيان والتقزز, بشكله الهلاميالذي يهتز!
خرجت من المطبخ مسرعاً ولم استطع تناول إفطاري.
في وقت الغداء وجدت أمي قد طهت لنا الملةخية, لا أتحمل رائحتة الملوخية!
في ذلك المساء بينما كنت أودي واجباتي المدرسية, كان بطني يؤلمني من الجوع , وتساءلت: لماذا تفعل أمي هذا, وهي التي كانت تمنع الجميع من إعداد هذه الأطعمة, لمعرفتها التامة بكراهيتي لها؟!
صباح اليوم الثاني حين نزلت وجدت مفاجأةً أكبر!
كان هناك طبق من البيض المسلوق ينتظرني بكل فخر على الطاولة الطعام في المطبخ, خرجت مسرعاعً وأنا أغالب الغثيان, وحين رجعت من المدرسة , وأنا أكاد أموت من الجوع, وجدت على الطاولة الطعام الملوخية مرة أخرى !
صنعت لنفسي شطيرة كما فعلت بالأمس , وقررت أن أصنعها بالتوست محمصاً حتى الحرق!
إذا كانت لأمي تريد إعداد الملوخية والبيض المسلوق اللذين أكرهمها, فأنا سأعد التوست المحمص الذي تكره رائحته هي وإخوتي!
وبينما كنت أجهز التوست المحمص بدأت رائحة احتراق الخبز تفوح !توقفت !
وكأن أحداً أيقظني من النوم.
هذة رسالة أمي لي!
كما كانت تحرمني كل هذه الفتره, ولا تعد لي الطعام الذي أكرهه, يجب أن احترم أنا رغبات الآخرين ! هذا هو التعايش السلي في منزل واحد, ما أذكى أمي ! لقد قدمت لي درساً عميقاً في الحياة دون أن تتكلم.
استفدت كثيراً من هذا الموقف, وأصبحت أتذكر تصرف أمي في كثير من المواقف التي تواجهني, فحين أكون في السيارة مع أبي , وارى قيادة بعض المتهورين اتساءل: لو كان لهم أمهات مثل أمي ! ولو كانو يطهون لهم ملوخية وهم يكرهونها, هل كانو سيصلون إلى القناعة نفسها؟!
التفاصيل ..
المؤلف: أروى الداوود
الرسام:
عدد الصفحات:123 صفحة
نوع التجليد: كتاب ورقي
أبعاد الكتاب تقريبياً: 21×14.5 سم