مربمه و الرحيل

قالت مريم: "رأيته بعد الغسق قليلا، ظننته القمر إذ كان كبيرا وممضيا، ثم رأيت القمر إلى آخره فاستغربت. فكمل فرأيته مرة أخرى، ولكن كان فى الحلم أكبر. كان نحاسياً ومتوهجاً ومشرفاً على جبل، وعلى الجبل الوعل عظيم تعلو قرون". شجرية ملتفة. والوعل ساكنا أنتما قُد من صخور الجبل الذي قمت به. ثم ثالثا".

رفعت مريمة طرفها ومسحت العرق المتفصد على جبنها. أما المرأة المتربعة بجوارها على البساط فأخرجت من جيبها حقا حديدية بسيطة، مخملية فيه طرفى إبهام وأسبابها واشتراكت منه بقوة من مسحوق أحمر داكن، قربته من أنفها وتشاركت معًا. مرتت صمت أعقبها عطسة.

عطست أم يوسف عطسة أخيرة, ثم هبت رأسها, ثم تنظيفت أطراف أطرافها فى خارقة الطبقها القريبة منها، ثم أمسكت بقلم9، وخططت أرقاماً وحروفاً. لم تغلق مريمة باب الرجاء، وظلت تتطلع الى المرأة العارفة التي تبدأ وجهها مستغرقا ومقطبا. انفرجت أمرا بسيطا ثمنت أكثر فانفلت من مريمة السؤال:

خير؟!

تنحنحت أم يوسف ثم قالت: مارأيته يا أم هشام هو النجم المذنب وهو لا يظهر الإ منذراً باشتغال الفتن وتبدل حال بحال إذ ينبئ بزوال مُلك الظالمين وهلاكهم الوشيك. والسؤال هو متى يتحقق ذلك؟