في ستوكهولم، "حيث أقيم حالياً"، "أدعى غريب، وأنا لا أحتاج لذكر اسمي لكثرة ما يخمنه صحيحاً أولئك الذين يصادفونني عرضاً في الشارع، في العمل، وفي مؤتمرات الطاقة التي شاركت فيها، يقولون دائماً: أنت غريب،..". في هذه المجموعة القصصية المتينة التركيب اللغوي والصوري، للكاتب السعودي، سيحتار القارئ إن كانت هذه اللغة المعبرّة هي التي تتحكّم بكاتبها، أم أنه هو الذي يتحكّم بها. في تناسق تام وواضح، ينصهر الكاتب واللغة البليغة التأثير بقوة إيجازها، وبقدرتها على الانسياب على خطين متلازمين، أحدهما خارجياً يسير في سياق يأخذ حدّه الشكلي اللازم لسرد الحدث، والآخر داخلي يجول في أعماق تفاعلات الذات ويجمع حصادها، لتظهر هذه القصص القصيرة والمشهديات في حلة نهائية فيها من المضمون صدقه ومغزاه وحكمته، وفيها من الشكل سحره الخاص المتضمن جمال اللغة ولمعان وميض هذا الداخل الخاص والمميز.