هذا الكتاب كما يقول مؤلّفه: "بحث تأليفيّ في علم الكلام، وعقائده، و نساقه، وفرقه" (المقدّمة، ص13)
وما يميّزه عن سائر الكتب المهتمّة بعلم الكلام تاريخا ومدارس ومقالات، هو "دراسة علم الكلام في صلته بالمجتمع الذي أنتجه وبالمعارف المعاصرة له؛ أي دراسته بما هو عنصر من عناصر النشاط الاجتماعيّ، ومكوّن من مكوّنات المنظومة المعرفيّة القديمة" (المقدّمة، ص14). هو دراسة لا تسعى إلى التعريف بتاريخ علم الكلام، وإنّما إلى بناء تصوّر فلسفيّ عامّ عنه (المقدّمة، ص15).
وتعود أهميّة هذا الكتاب لاعتبارين رئيسين بين اعتبارات عدّة:
-الأوّل هو عجز المعرفة الكلاميّة التقليديّة عن الاستمرار في حلّ مشاكل المؤمنين العقديّة والاجتماعيّة، رغم تأثيرها الباقي في شعورهم ولاشعورهم، وذلك نتيجة التغيير العميق الطارئ على حياتهم بفعل الحداثة.
-أمّا الاعتبار الثاني، فهو معرفيّ علميّ، ويتمثّل في استحالة فهم الوضع الدينيّ والسياسيّ الرّاهن وبنائه المستقبليّ دون معرفة التجارب السياسيّة والكلاميّة المبكّرة للجماعة الإسلاميّة في القرون الأولى: لن يفهم الحاضر ويتوقّع المستقبل ما لم يفهم الماضي.
مكتبة ضفة: مجتمع معرفي متكامل يسعى لإضافة بعد إثرائي في عملية بيع الكتب، ونؤمن بمعنى العمل الثقافي، ونهدف لتكوين قيمنا لتقربنا من قرائنا، كما نطمح لخلق علاقة تبادلية إثرائية مع كافة القراء.