رأيت الخبر على التلفاز كما رآه كل الناس، قبل إحدى عشرة سنة.
اجتاحت مدرسةَ (الأضواء) مجموعةٌ مجهولة، وأغلقوا بوابة المدرسة خلفهم، وذبحوا بالأسلحة البيضاء كل من كان في المدرسة من الطلبة والمدرسين وعُمال النظافة، ولم يستثنوا أحدًا. لم يعرفهم أحد بعد ذلك، ولم يعرف أحد دوافعهم، ولم يتبيَّن أي شيء عما جرى في هذا الاجتياح.
هذا ما يحضرني الآن عن حادثة الاجتياح، أو هذا ما يحضرني على الأقل مما كنت أعرفه عنها حين حدوثها، وستتكشَّف تفاصيل أكبر بعد ذلك، وسأدرك أن الاجتياح لم يكن إلا تَمظهُرًا وصورةً سطحيةً لحقائق أخرى.
ما أشدَّ تمسُّكَنا بظواهر الأشياء، والظواهر هي الخدعة التي نسمح للساحر بتنفيذها علينا في كل مرة ليصرف انتباهنا عما يجري حقيقة، وقد كانت حادثة الاجتياح ظاهرًا لا قيمة له، والشأن كله فيما وراء هذا الظاهر.
<p>مكتبة ضفة: مجتمع معرفي متكامل يسعى لإضافة بعد إثرائي في عملية بيع الكتب، ونؤمن بمعنى العمل الثقافي، ونهدف لتكوين قيمنا لتقربنا من قرائنا، كما نطمح لخلق علاقة تبادلية إثرائية مع كافة القراء.</p>