يحتل كتاب “شيطان النظرية: الأدب والحس المشترك” لأنطوان كومبانيون موقعا هاما في تاريخ الفكر الأدبي المعاصر ليس في فرنسا فقط بل على المستوى العالمي.
يكمن ذلك في كونه جاء في مرحلة مفصلية من تطور النظرية الأدبية، ووصولها إلى لحظة جديدة تستدعي إعادة النظر والقراءة. والكتاب ظهر في أواخر القرن العشرين (1998) أي في الوقت الذي بدأت تتعالى فيه أصوات من مختلف بقاع العالم الأدبي معلنة ضرورة التوقف وطرح السؤال حول واقع النظرية الأدبية ومستقبلها.
وقفت على جزء من هذا النقاش في كتابي “الفكر الأدبي العربي: البنيات والأنساق” (2014). تعددت الآراء وتباينت المواقف، وكان لهذا الكتاب أثره في تقديم صورة أخرى لذلك النقاش. يعود السبب في ذلك في رأيي إلى اعتبارين اثنين:
أولهما أن كوميانيون تلقى تكوينه الأدبي في عز المرحلة البنيوية الفرنسية التي برز فيها أعلام عمالقة ساهموا جميعا في إبدال معرفي جديد، وأنه بدأ الإنتاج ومرحلة ما بعد البنيوية قيد التشكل دون أن تكون قادرة على فرز علم واحد من مستوى البنيويين الكبار.
وثانيا أنه على عكس الكثير من الفرنسيين انفتح بشكل كبير على الثقافة الأنجلو أمريكية ففتح بذلك نافذة جديدة جعلته متميزا في معاينته واقع التحولات بالمقارنة بين ما يجري في فرنسا، ويقع خارجها. ولقد مكنته موسوعيته من الإحاطة والشمول في تناول قضايا النظرية والمنهج وما يتصل بهما نظريا وتطبيقيا، قديما وحديثا.
مكتبة ضفة: مجتمع معرفي متكامل يسعى لإضافة بعد إثرائي في عملية بيع الكتب، ونؤمن بمعنى العمل الثقافي، ونهدف لتكوين قيمنا لتقربنا من قرائنا، كما نطمح لخلق علاقة تبادلية إثرائية مع كافة القراء.