إِنَّ هَٰذَا أَخِي

 ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ .... الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِلْإِيمَانِ، بِمَا أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِالْقُرْآنِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي شَرَّفَنَا بِاتِّبَاعِ جَهْدِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ.

صَنَّفتُ بِحَوْلِ اَللَّهِ وَقُوَّتِهِ هَذَا اَلْكِتَابِ وَأَسْمَيْتُهُ « نَظَرَاتٌ جَدِيدَةٌ فِي سُورَةِ ص »

ضَمَّنْتُهُ - بِحَمْدِ اللَّهِ - الْمُهِمَّ مِمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ التَّفَاسِيرُ، وَزِدْتُهُ فَوَائِدَ جَمَّةً.

ضَمَّنْتُهُ فَرَائِدَ عَثَرْتُ عَلَيْهَا فِي بُطُونِ الدَّفَاتِرِ، وَزَوَائِدَ اسْتَنْبَطْتُهَا بِفِكْرِيَ الْقَاصِرِ.

 سَتَجِدُ بَيْنَ دَفَّتَيْ هَذَا الْكِتَابِ فَوَائِدَ مُشْرِقَاتٍ، وَفَرَائِدَ مُتَفَرِّقَاتٍ، مَعَ حُسْنِ عِبَارَاتٍ، وَرَمْزِ إِشَارَاتٍ، يَلَذُّ بِمَعَانِيهَا مُعَانِيهَا.

 ﴿إِنَّ هَذَا أَخِي﴾ أَخِي فِي الدِّينِ، أَوْ فِي الصُّحْبَةِ.

﴿إِنَّ هَذَا أَخِي﴾ كَلِمَةُ "أَخِي" تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ عَدُوًّا.

 ﴿إِنَّ هَذَا أَخِي﴾ أَخَوَانِ فِي الدِّينِ أَوْ فِي الْإِنْسَانِيَّةِ، لِأَحَدِهِمَا تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً، وَلِلْآخَرِ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ.

 ﴿إِنَّ هَذَا أَخِي﴾ رَغْمَ الْخُصُومَةِ وَصَفَهُ بِـ"أَخِي"، فَالْخِلَافُ لَا يَهْدِمُ سُورَ الْحُبِّ أَبَدًا.

لَبَاقَةُ هَذَيْنِ الْخَصْمَيْنِ تَظْهَرُ فِي أَنَّ هَذِهِ الْخُصُومَةَ لَمْ تُثِرْ ضَغِينَةً بَيْنَهُمَا.

تَأَمَّلْ مَعَ مَا حَصَلَ بَيْنَهُمَا مِنْ خُصُومَةٍ، فَإِنَّهَا لَمْ تُذْهِبْ مَعْنَى الْأُخُوَّةِ.

 لَا فُجُورَ فِي الْخُصُومَةِ.