اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
﴿اهْدِنَا﴾ مَقْصِدٌ جَمَاعِيٌّ.
مِنْحَةُ الْهِدَايَةِ أَعْظَمُ مِنْحَةٍ عِنْدَ اللهِ.
﴿اهْدِنَا﴾ وَحَّدَتْ مَقْصِدَ الْأُمَّةِ، فَالْكُلُّ يَقُولُ اهْدِنَا.
لَمَّا طَلَبَ أَشْرَفَ طَرِيقٍ ﴿الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ سَأَلَ أَحْسَنَ رَفِيقٍ فَقَالَ: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾.
سُمِّيَتْ سُورَةُ البَقَرَةِ بِسُورَةِ التَّتْوِيجِ، لِأَنَّ صَاحِبَهَا يُلْبِسُ وَالِدَيْهِ التَّاجَ، وَلِأَنَّ اللهَ ذَكَرَ فِيهَا خَلْعَ التَّاجِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِتَتْوِيجِ هَذِهِ الأُمَّةِ بِالرِّسَالَةِ.
فِيهَا أَلْفُ أَمْرٍ، وَأَلْفُ نَهْيٍ، وَأَلْفُ حُكْمٍ، وَأَلْفُ خَبَرٍ، وَلِعَظِيمِ فِقْهِهَا أَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ثَمَانِيَ سِنِينَ فِي تَعَلُّمِهَا.
لِأَجْلِ خُطُورَةِ أَهْلِ النِّفَاقِ عَلَىٰ الدَّعْوَةِ وَرِجَالِهَا، لَمْ تَقْتَصِرِ السُّورَةُ عَلَىٰ مِقْدَارٍ يَسِيرٍ فِي تَعْرِيَةِ أَحْوَالِهِمْ، بَلْ تَوَالَتْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ آيَةً، كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا ذَاتُ دَلَالَةٍ وَاسِعَةٍ عَلَىٰ خُطُورَةِ النِّفَاقِ وَمَسَاوِئِ الْمُنَافِقِينَ.
ضَرَبَ لَهُمْ مَثَلَيْنِ إِتْمَامًا لِبَيَانِ أَحْوَالِهِمْ مِنَ الخُسْرَانِ وَالضَّلَالَةِ:
· المَثَلُ النَّارِيُّ: المُنَافِقُونَ الخُلَّصُ.
· المَثَلُ المَائِيُّ: المُنَافِقُونَ المُتَرَدِّدُونَ.