

المختصر في حب الحكمة
51.75 ر.س
الفَلسفَةُ، هي حبُّ الحِكمةِ، وليْستِ الحِكمَةَ ذاتَها. أن تتَفلسفَ لا يَعني أنَّكَ حكِيمٌ.. لكِن أنْ تُحاولَ الوُصولَ إلى الحَقيقَةِ النِّسبيَّةِ. فحُبُّ الحِكمةِ يهدِفُ إلى المَعرفةِ بِحدِّ ذاتِها، كهدَفٍ أصيلٍ مُجرَّدٍ مِن أيِّ أغرَاضٍ. إنَّ الفلسَفةَ تُحاوِلُ إرضاءَ ذلكَ النَّهمِ المَعرِفيِّ الذي يُؤرِّق الإنسانَ مَهْما حاولَ تجَاهُلَهُ، فهيَ غايةٌ في حدِّ ذاتِها، بِغَضِّ النَّظرِ عن مُلاءَمَةِ إجاباتِ التَّساؤلاتِ الّتِي تَطرَحُها لِمرجعِيَّةِ الإنْسانِ أو مألُوفَاتِه أو رَغباتِهِ.
إنَّ جمَالَ الفلسَفةِ يكمُنُ في مُساعدَتِنا على تحْويلِ الألَمِ والضَّجَرِ، إلى مَعرِفةٍ ومُتعةٍ، والانتِقالِ مِن حُبِّ الحِكمَةِ، إلى حُبِّ النَّاسِ، ومِن فَهْمِ الذَّاتِ، إلى فَهْمِ الحَياةِ، ومِن التَّشتُّتِ إلى الانسِجامِ. الفلسَفَةُ تَرسِم لنَا مَسارَ التَّفكيرِ الحُرِّ، وتُيسِّرُ لَنا النَّظرَ إلى العَالَمِ مِن رُؤى مُتَعدِّدةٍ مُشتَركةٍ، تُساعدُ على التَّعاملِ الإيجابيِّ معَ الصِّراعاتِ الأيديُولوجِيَّةِ المُختلِفةِ، واحتواءِ العُنفِ الفِكريِّ، وتوجِيههِ نَحْو الانفِتاحِ والتَّسامُح.
إنَّ حِكمةَ الفَلسفَةِ هيَ في الحُصولِ على حَياةٍ جيَّدةٍ، وهَذا يستَدْعي أنْ تَعيشَ بِمُقتَضى الفَضيلَةِ، وأهَمُّ بُنودِها أنْ تَكونَ إنسانًا جيّدًا يُفيدُ النَّاسَ، ويَحرصُ على مُساعدتِهِم على العيْشِ بِطُمأنِينةٍ نَفسيَّةٍ.
لا يَقتَرِبُ مِن الحقِيقةِ إلَّا ذلكَ المُتَشكِّكِ غيرِ المُطمئِنِّ بِالضَّرورةِ لِكُلِّ ما يَعرفُ ويسْمَعُ، بلْ يبْحثُ عنِ الإجَاباتِ المُجرَّدةِ ذاتِ الطّابِعِ المُحايِدِ مِن دونِ حُكمٍ سابقٍ، وهُو أمرٌ ليسَ باليَسيرِ أبدًا. إنَّ الذي يستَطيعُ الاقترابَ مِن الحَقيقةِ، لا بُدَّ أنْ يَكونَ لهُ قلبٌ كَبيرٌ ونفْسٌ توَّاقةٌ، ورُوحٌ نقيَّةٌ، إنَّنا لا نأخذُ الحَقيقةَ ولا نعرِفُ الحِكمةَ مِن أفْواهِ النَّاسِ أو وعْظِهِم وتَجارِبِهم بالضَّرورةِ، إنَّما نُبصرِهُما بِقُلوبِنَا.
متجر تشكيل للكتب العربية، بوابتك للقراءة والمعرفة، أحدث الكتب من جميع دول العالم في مكانٍ واحد.