قبل عامٍ واحد من النكسة، وبينما الكلُّ يُردِّد الحديثَ عن التقدُّم العظيم الذي يعيشه المجتمع المصري في الخمسينيات والستينيات، خرج «نجيب محفوظ» بالحقيقة الكاشفة التي صفَعت وجوهَ الأبواق الكاذبة؛ ليؤكِّد على حالة الضياع والتمزُّق التي يُعانيها الشارع المصري، وأن مجتمعًا كهذا مُقبِل على كارثة لا مَحالة. قدَّم «محفوظ» ثرثرتَه التي حوَت الكثيرَ من الرمزيات؛ فكل جملة فيها حقيقة مؤكَّدة، وخلف كلِّ هَزْل جِد، وخلف كلِّ عَبَث فلسفةٌ مُحكَمة، ورؤيةٌ صائبة؛ ففي عوَّامة على شاطئ النيل اجتمعت مجموعةٌ من الأشخاص من شرائحَ مختلفةٍ من المجتمع المصري، كلٌّ منهم له عالَمه الذي هرب منه؛ ليُمارِسوا في العوَّامة حياةَ اللاشيء، الخاليةَ من المعنى، ولكن وراء اللاشيء تجد المعنى الحقيقيَّ للمرحلة وللحياة. روايةٌ مُكثَّفة تَسبر أغوارَ الحياة، لتكشف لنا عن المعنى الحقيقي للوجود.
عندما تُغمر حواسك بعبق البخور، تعيش لحظات
تُلهم القراء للاقتناء بكل جديد في مكتبتنا المضيئة بأنوار العود والبخور ونغمات المسك المتناثرة بين طيات الكتب الأكثر مبيعًا وانتشارًا وأفضل الخدمات المكتبيه