هذا الكتاب يبحث في غوامض العبقرية والتفوق والنجاح وما يسمى عند العامة بــ(الحظ) . وأثر الحوافز اللاشعورية فيها في ضوء النظريات العلمية .يقف الكاتب عند أمور عدة ومن جملة ما يقول :
"إن التقصد والتعمد والتكلف والتعجل أمور مناقضة لحوافز اللاشعور ومضرة لها ...إن كثيراً من أسباب النجاح آتية من استلهام اللاشعور ولا صفاء الروح الآتي ، فإذا تعجل المرء أمراً وأراده وأجهد نفسه في سبيله قمع بذلك وحي اللاشعور وسار في طريق الفشل ...إن تطور المجتمع البشري ناجم عن المنافسة الحادة التي تدفع كل فرد لأن يبرع ويتفوق على غيره ، فالتطور قائم على أكوام أبدان أبدان الضحايا ،أبدان أولئك الذين فشلوا في الحياة ، فصعد على أكتافهم الناجحون ،لقد ثبت علمياً بأن قسطاً كبيراً من هذه الإنجازات الخالدة التي قام بها هؤلاء الناجحون والنابغون جاء نتيجة الإلهام الذي انبثق من أغوار اللاشعور".
وصف جملون :
الكتاب يوسع مداركنا أننا نملك قوة غير ملموسة نستطيع بها تحقيق أهدافنا، يُدير هذه القوة عقل باطن لاشعوري، لا يعمل إلا إذا تجردنا من الذات وجعلناه يعمل دون قيود;قيود العقل الباطن هي قيود اجتماعية تتكون من حياة الإنسان.
وحتى الضمير الذي يُنادي به يتكوّن على أُسس اجتماعية بحته، فأحدنا لا يُفكر إلا من خلال إيطار ينظر به للكون.
وللعمل بعبقرية لا بد من إطلاق العقل وجعله يعمل دون تكلف وقوانين وأوامر من نفُسنا.
وأن الحوافز اللاشعورية هي خير ما يرشد الإنسان في معالجة أموره.
أكثر ما أعجبني في هذا الكتاب هو الفصل الذي تكلم فيه الدكتور علي الوردي عن الإيحاء، زاد إيماني بهذه القدرة العظيمة لدى الإنسان التي لا بد من استثمارها.
وذكر الوردي: أن سوء الحظ هو عقدة نفسية. فسيئ الحظ هو ذلك الذي يتخيل الخيبة والفشل في كل عمل يقوم به.
فالجدير بنا التفائل وحسن الظن بالله فهما اللذان يقوداننا إلى الخير كُله، وذكر نعمة الله دائمًا فَبِذكرها ينطبع الفأل الحسن في العقل اللاشعوري.
الكتاب جميل.
اقتباسات :
" إن سُرعة التصديق و سرعة الإنكار، كلاهما يدلان على سذاجة غير محمودة "
“إن الإنسان يسير بوحي العقل الباطن أولًا، ثم يأتي العقل الظاهر أخيرًا لكي يبرر ما فعل ويبهرجه ويطليه فيظهر أمام الناس بالمظهر المقبول”
"ليس من العجيب أن يختلف الناس في أذواقهم وميولهم ولكن العَجب بالأحرى أن يتخاصموا من أجل هذا الاختلاف."
عدد الصفحات : 360
الناشر : دار الوراق
المؤلف : علي الوردي