يعد كتاب طوق الحمامة هو أكمل ما كتب العرب في الحبِّ ومعانيه ومظاهره وعلاماته، يقدم فيه الإمام “ علي بن حزم الأندلسي ” أبوابًا مفصلة لم يترك فيها شيئًا تقريبًا يخص الحب من قريبٍ أو بعيدٍ إلا وتكلم فيه. فبداية تكلم عن ماهية الحبِّ، وفصَّل بعد ذلك كلَّ شيءٍ حتى وصل أخيرًا إلى بابين بيّن فيهما قبح المعصية وفضل التعفف، مضمنًا كتابه القيمَ هذا أملح أشعار العرب وأعذبها.
كتاب طوق الحمامة في الأصل رسالة ألفها وهو مقيم بمدينة «شاطبة» وقد وضع ابن حزم هذه الرسالة نزولا عند رغبة صديق محب زاره في «شاطبة» وسأله أن يصنف له «رسالة في صفة الحب ومعانيه وأسبابه وأعراضه، وما يقع فيه وله على سبيل الحقيقة» فلبى ابن حزم رغبة صديقه حبا به -كما يقول- متحرجا بعض التحرج من كتابة رسالة في موضوع الحب واللهو فانصرف ابن حزم إلى تأليف الرسالة، مقتصرا فيها على ما عرفه وخبره من الوقائع والحوادث والمواقف، مبتعداً عن شطط الخيال وأوهام القُصَّاص ومتجاوزا ما زخرت به أخبار الأعراب من قصص العشاق ومآثر المحبين وآلامهم.
يشمل الكتاب نصائح وفوائد كبيرة يوزعها في أبواب، فمثلا في باب من أحب من نظرة واحدة يحذر من الوقوع في الحب في الوهلة الأولى ويسرد قصة أحد أصحابه: كثيراً ما يكون لصوق الحب بالقلب من نظرة واحدة. وهو ينقسم قسمين، فالقسم الواحد مخالف للذي قبل هذا، وهو أن يعشق المرء صورة لا يعلم من هي ولا يدري لها اسما ولا مستقراً، وقد عرض هذا لغير واحد.
نواس متجر إلكتروني تأسس في فبراير 2022، هدفنا هو خدمة القارئ العربي، وذلك من خلال توفير عناوين مميزة بأسعار مناسبة للجميع، بالإضافة إلى توفير خدمات متعددة من حيث الدفع والتوصيل.