ثمة فارق في المنظور المنهجي بين الفلسفات التي تبلورت 4 «أيونيا» عن تلك التي تبلورت في «إيليا» ويمكن إبصار معالم هذا الفارق 4 انصراف الأولى نحو البحث عن أصل تفسر به صدور الكائنات وشكلها، بينما ناهض الإيليون هذه الرؤية الناظرة إلى الوجود كصيرورة لها أصل وابتداء.
استهل المؤلف دراسته، التي تصدر عن مركز نماء، ببيان أوجه الاختلاف الكائن بين تأويلات الفلاسفة والمؤرخين، والنظر في مسارات التفلسف المتباينة بين الأيونيين والإيليين ، ومثل على ذلك بالإشارة إلى مقدار التباعد بين تأويل « برنت » وبين تأويل « ريتر »
وذلك فيما يخص تحديد ماهية التفلسف الإيلي 4 كليته المذهبية.
اختار بوعزة ، على مستوى التأويل الكلي ، النظر إلى «الإيلية» كفلسفة تجريدية أنطولوجية، مناقضا بذلك الاختيار لموقف القائلين بوجوب إدراج الإيليين مع الفلاسفة الفيزيائيين.
ثم استفاض الطيب في الإجابة عن سؤالات موقعية « كزينوفان » في جغرافيا الفكر الإيلي، وهي السؤالات المشكلة التي سعى بوعزة لتفكيكها، وأبرزها في عنوان الدراسة « كزينوفان والفلسفة الإيلية » حيث جعل من هذا الإفراد له بالذكر تمييزا لعلاقته بالفكر الإيلي،
وإيحاءا بجدة التوصيف الذي اقترحه لإعادة ترتيب تلك العلاقة.
بيد أنه استطرد لاحقًا في إعادة قراءة شذرات كزينوفان للإجابة عن سؤال نوعية فلسفته، هل هي توحيدية أم تعددية.
وانتقل بعد ذلك بوعزة للحديث عن «برمنيد» بوصفه مؤسسا لنظرية الإيون، ثم تقييم المنتج المعرفي لـ «زينون» و «ميليسوس» ،
وتحليل مخرجاتهما وأفكارهما الفلسفية.
وبهذه الدراسة الخامس، التي يقدمها مركز نماء ضمن سلسلته النقدية لتاريخ الفكر الفلسفي الغربي، يكون قد أضاف لبنة جديدة في بناء هذه السلسة المهمة لتطوير وتنمية العقل العربي الفلسفي المعاصر.
اسم المؤلف : الطيب بوعزة
دار النشر: مركز نماء للبحوث والدراسات
صيغة الكتاب: غلاف ورق شمواه
تاريخ النشر: 1437-2016
مقاس الكتاب: 17×24
عدد الصفحات: 336