إن أكثر نيران نقد غسان الفلسفية ما رمى به "الثنائية" الهوياتية" واقتصار خطاب الهوية على "عروبة" السودان أو "أفريقيته".. وهو يعتقد أنه نهج اضطر إليه من فشلوا في التعاطي مع الهجنة الثقافية السودانية فــ"ركنوا للحل الأسهل بتقسيم جسدنا بين روحين". وأفرزت هذه الثنائية قضايا مثل "الاستعلاء الجلابي" و"الرق" بما استدعى ذاكرة الزبير باشا. وهو صريح في أن هذه الثنائيات "البغيضة" ومتعلقاتها من أسباب اندلاع الفتنة الثقافية "التي كانت نائمة" لأنها غيبت الصورة الأذكى للوطن..
وغسَّان يُحسن التعاطي مع النصوص، يجالسها "أو يعاقرها" عن كثب، ويعاني وطأتها، مما وصفه علماء العرب بـ"وكد الدرس". وجاء أخيراً بسعة في اللغة توافر لها التعبير الدقيق المليح عن فكرته...