لا يعني التأمّل أن نقطع علاقتنا مع العالم، بل بالعكس، أن نقترب منه أكثر كي نفهمه، ونحبّه ونغيّره. إنه أيضا وسيلة يستطيع كلّ شخص أن يستخدمها كي يزرع الهدوء داخله ويتذوّق طعم السّعادة.
إنّ الهدف من هذا الكتاب أن يكون دليل عمل للبدء بتعلّم التأمّل بالوعي الكامل، الذي يعدّ أكثر طرق التأمّل سحرا، والذي درسته وأثبتت فاعليته العديد من الدّراسات العلمية الحديثة. إنّ هذا النوع من التأمّل ليس مجرد طريقة علاجية أو ممارسة يومية لنشاط ما؛ إنه طريقة للعيش، تفتح لنا أبوابا مؤصدة وتقودنا إلى عوالم لم نكتشفها من قبل، لكنّها كانت دوما في دواخلنا.
من خلال ٢٥ درسًا يعرضها لنا هذا الكتاب، نستطيع التعرّف على الأساسيات في هذا النوع من التأمّل؛ بدءا من الركائز الأولى — كيف يمكننا أن نستخدم تنفّسنا، وجسدنا، ووعينا للّحظة الحاضرة — حتى الوصول إلى حالة التأمّل العميق واستخدامها لمواجهة المعاناة، وخلق توازن في مشاعرنا، ومراكمة السلام في الرّوح والقلب.