انتصب علماء الرواة في القرن الثاني وما بعده للأدب الجاهلي جمعًا وتدوينًا، ولم يبيّنوا منهجهم في الرواية تحملًا وأداءً، وإنما قد يشيرون أحيانًا إلى بعض معالمه إشاراتٍ تهدي مَن شاء أن يتَفَطَّن لها.
وقد حاولت في كتابي هذا الإسهام في:
* تلقّط هذه الإشارات من كلام أئمة رواة الأدب لا من كلام غيرهم.
* واستظهار دلائل صنيعهم وتصرفاتهم في الرواية والقبول والرد.
* والتأليف بينها على منهاجهم لا مناهج غيرهم من المحدِّثين والمؤرِّخين ونحوهم.
حتى اجتمعت لي منها بحمد الله صورة وافية لمنهجهم في التعامل مع أركان الرواية الثلاثة: (اتصال السند، وعدالة الرجال، وقبول المتن)، سائلًا المولى أن أكون قد أصبت في ذلك.