تناقش الكاتبة في هذا الجزء فلسفة الأخلاق، وفكرة ميلنا إلى أخْلَقَة الأخلاق بجعلها مبادئ ميكانيكية، قسرية وإكراهية، ترهيبية وعدوانية، أوامر وزواجر ووعظيات. وإذا كان صحيحًا أن الأخلاق اتَّخذت في لا شعورنا الجمعي هذه الديكتاتورية في الأوامر والزواجر إلى غاية تعطيل الفعل البشري الحي والخلَّاق، بجعله فعلًا خاضعًا لقاعدةٍ، ومذعنًا لمبدأ، فإن الأمر يختلف تمامًا مع ما تريد الكاتبة تبيانه من الأخلاق التي هي المسمَّى الآخر للحرية، حرية التصرُّف، وحرية الخيار والقرار، وحرية المسؤولية وتحمُّل تبعات الفعل.