في هذه اللوحة، يتماهى المشهد بين الواقع والحلم، حيث تتناثر مربّعات لونية دافئة بدرجات البُنّي والذهبي وكأنّها شظايا ضوء تتهادى من سماء خفيّة نحو أرضٍ غارقة في صمت الشفق. تنتصب أشجار نحيلة عند حافة الماء، كعلامات ترسم المدى الفاصل بين صلابة الأرض وسيولة الانعكاس. تحتها، تتراقص أشرطة أفقية على سطح البحيرة، تعكس هذا المشهد البصري المرهف، وتحمل بين طياتها إيقاع زمنٍ بطيءٍ هادئ.
يوحي "هطول الضوء" بحالة من السكون المتأمّل، حيث تندمج الطبيعة مع الوجدان، وتتماهى الأشكال الهندسية المتناثرة في فضاء اللوحة مع لحظات خافتة من الذاكرة أو الأمنية. إنّه مشهد يحتفل ببساطة التفاصيل وتنوّعها، مُذَكّراً إيّانا بأنّ جمال الوجود يكمن في طبقات الضوء والظلال، وفي ذلك الانسجام الصامت بين العناصر وتشكّلاتها.