"كيف استطاع سام سافاج أَن يهب جنة مِن كُتُب لجرذٍ صغيرٍ اسمه فرمين؟!، وأَن يجعل جنّته هذه فِي أسفل مكتبةٍ صغيرة بميدان سْكولاي فِي بوسطن؟!، يمضي فرمين علىٰ منهاج ”ألف ليلة وليلة” يُخرجُ الحكاية مِنَ الأُخرىٰ، بينما يتقفّىٰ حياة صديق بشريّ يحبّه مِن طرفٍ واحدٍ لأنّه يراه بعين الكلمات، حتّىٰ يقع بين يدي صديق آخر ينقذهُ مِنَ الموت. كيف لا يكون ذلِكَ واللّقاء لقاء جرذ الكُتُب القارئ الموسوعيّ بالكاتب البوهيميّ الصّعلوك. يتقدّم الجرذ بنا فِي حياته الدُّنيا كأنّه يقودنا فِي المتاهة، لا دليل لنا غير جنونه وشغفه بالأدب والكُتُب والحياة، لا جهة نُدركها بوضوح ولا ريا تنبئنا بوجهة سفننا، كُلّ ما نعلمه أَنَّ تتالي الحكايات العجيبة يخطفنا بعيداً عَن الأرض.
إنّها روايةٌ تُصيب بدوارٍ عجيب، يخرجُ منها المفقودُ مُتيقناً مِن أمرِِ وحيد لقد دلّته هذه المتاهةُ علىٰ الفنّ الذي يسكن داخله مُختضاً بالرّفض و المُقاومة."