"الفتاة الّتي لَم تعد تكبر فِي ألبوم الصور : هي مجموعة قصصية كُتبت بِذلِك الصوت الهادئ، حيث تعالج الكثير مِنَ القضايا عبر الخوض فِي غمار الحياة اليومية وما يُكابده المرء مِن عقبات، للمرأة صوت هُنا كذلك، صوت يفتح لغته وأسراره بحيث لا تقتصر علىٰ الحدث بمفرده، وانّما تركز علىٰ الاستماع للأصوات الّتي يرغهما الآخرون علىٰ الصمت.
ومِن خلال ثمانية عشر قصة تترك أمل الفاران بين أيدينا عملاً مُتكاملاً مِن حيث الفن والأسلوب، عبر التصوير المُتقن والايحاء الّذي يبتعد عَن الالتباس فِي المواضيع الّتي عالجتها مِن خلال قصص هذا الكتاب، وهي بِهذا تقترب مِن صنع منحوتات عالية الدقة، تصل بالقارئ إِلىٰ الهدف المؤكد والمقصود مِنَ النص الّذي حتماً يُلامس عتبات الأدب الفريد، فارضة بِهذِه الطريقة عالماً خاصاً يمتزج فيه الواقع بالخيال فِي خلطة لا يتقنها سوىٰ كاتب فذّ، يعرف كيف تُطرق الأبواب.
الفتاة الّتي لم تعد تكبر فِي ألبوم الصور، هو ذلِكَ الكتاب الّذي يغوص فِي قلب المُجتمع آخذاً مِن كُلّ طيف حالة، ومِن كُلّ زاوية عدة أمتار، مِن كُلّ نفق بصيصَ ضوء، ومِن كُلّ صمت حنجرة قادرة علىٰ الكلام."