لكلمة الجمال وقع جميل، فقد فطرت النفوس على حبّ الجمال، وتعرّف الله تعالى إلى عباده باسم الجميل، وفي الحديث: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ»، وكفى بذلك مزيَّةً ومنزلةً للجمال، وقد جُعِلَ باعثًا وحاديًا إليه تبارك وتعالى.
وهذا الكتاب يعرج بنا في مراقي الجمال ومعارجه عبر رحلات متعاقبة يتكامل بمجموعها تصورنا حول مظاهر الجمال في الإسلام، حيث يبتدئه المؤلف بالحديث عن الجمال في الإسلام مبينًا منزلته وأهميته لعصرنا، ثم يتناول بالبحث جمالَ التصورات الكبرى، وجمالَ العلاقة بالله تعالى وما تثمره في نفوسنا، ثم يلي ذلك الكلام عن جمال النبوة وما تضمنه من تقرير العناية الإلهية بالبشر، ثم يطوف بنا حول جماليات الأخلاق والتشريعات.
وقد نظم المؤلف ذلك كله بطريقة جميلة مشوقة آخذةٍ بحبلٍ من التأصيل وآخر من التطبيق.