هذا الكتاب ليس له مثيل فيما نعلم في موضوعه وحسنه ووضوحه ومناسبته للوقت الحاضر، والحاجة والضرورة قد اشتدت إليه؛ لأن تيار الإلحاد وطغيان المادة جَرَف جمهور الخلق.
وهذا الكتاب قد نازل جميع طوائف الملحدين، وتحداهم، وأبطل أصولهم، وفنّد مآخذهم، وهدم قواعدهم، وزلزل بنيانهم، وبين مخالفتهم للعقل والفطرة والحكمة، كما خالفوا جميع الأديان الصحيحة، وتكلم معهم بكل طريق فهو سلاح للمؤمنين، وغذاء للموقنين ودواء لمن قصده الحق من الحائرين، ونور يهتدى به في متاهات الحيرة والضلال، وعلم يأوي إليه كل طالب حق في جميع الأحوال، ومع ذلك فقد سلك مع طوائفهم مسلك الإنصاف، وعرض الحقائق على العقول عرضًا واضحًا يقبله كل عاقل سليم الفطرة والنظر.
فهو كتاب يصلح لجميع طبقات الناس على اختلاف مذاهبهم، فكلّ منه يستمد، وكل قارئ به ينتفع، ومخبر الكتاب والوقوف عليه يغني عن وصفه.