قبل أن نذكر كتب أدبية مشهورة علينا أن نعرف لم تشكل أهمية عند الناس؟ في الواقع فمنذ عهود قديمة، والسلاطين والملوك يقربون ويحتفون بمن امتازوا بحلاوة البيان وجمال اللغة، لأنها دليل على جمال الفكر والعقل، فيستمتعون بمجالستهم لكونهم يأتون بالنوادر والفرائد في أحاديثهم ويكرمونهم على جودة مقالهم بأكوامٍ من الدراهم والدنانير وقد قيل ”من حسُن كلامهُ وجبَ إكرامُه“ تأكيدًا على تأثير الكلام الطيّب.
وامتاز الشعراء والأدباء كذلك بقدرٍ عالٍ من سرعة البديهة واختيار المخارج اللغوية الأمثل والأمتع في المواقف الصعبة، كما أن في وسعهم ملاحظة الجماليات في الأشياء ببصيرة حادة، ليصفونها بفن منقطع النظير، ونظرًا لهذه المقدرة الفريدة على الملاحظة والحَدس، فبوسعهم اختيار الكلمة المناسبة في السياق المناسب، وعلى قدر أفهام المتلقين وكما قال جرير في شطر بيتٍ له ”إنَّما صحيفةُ لبِّ المرءِ أن يتكلما“.
كل هذه العوامل وأكثر، جعلت من الأدباء -أو المؤدبون كما كان يُطلق عليهم حينذاك- وُجهةً مناسبة لاصطفائهم حتى يؤدبوا أبناء النُخبِ وعِليةِ القوم بالأخلاق الحميدة، ويقوّموا ألسنتهم بالقرآن الكريم والسنة النبوية وجيّد الشعر والنثر كانوا يعلِّمون أولاد الخلفاء فيلقنونهم الشعر والخطب وأخبار العرب وأنسابهم وأيامهم في العصر الجاهلي، ومن هنا ظهرت كتب أدبية مشهورة التي تحتوي على مختارات ساحرة من الأقوال المنظومة والمنثورة عبر التاريخ، فصارت تسمى بكتب ”المختارات“ أو كتب ”المحاضرات“ وهي كتب أدبية مشهورة. لكن كيف بدأ ”الأدب“؟ وهل معناها ثابت منذ الأزل؟
تاريخية الأدب
حين تبحث عن كتب أدبية مشهورة فما الذي تبحث عنه على وجه التحديد؟ إذا تتبعنا معنى كلمة ”أدب“ سنجد أنها قد نالها تطوّرٌ دلالي على مدّ الزمان في اللغة العربية، فنلحظ اتساع المفهوم اللأصل تدريجيًا حيث بدأ من ”المأدبة“ وانتهى بأن يكون لونًا معرفيًا نعرفه بصورته الفنية الساحرة. لنعد بالتاريخ إلى العصر الجاهلي ونتلمّس آثار الكلمة في ذلك العهد:
- في العصر الجاهلي
كان أولُ استعمالٍ لها في كلامهم شعرًا ونثرًا بمعنى الدعوة إلى الطعام، فإنهم يقولون -كما ورد في معجم الصحاح-: ( آدَبَ القَوْمَ إلى طَعامِهِ يُؤْدِبُهُمْ إيدابًا.)، إذا دعاهُم إلى طعامٍ يَتَّخِذُه. كما اشتقُّوا كلمة (المأدبة) وهي الوليمة. وقد تحوَّل هذا المعنى الحسِّيُّ إلى معنًى نفسيٍّ متعلقٌ بالأخلاق وتقويم الطباع والمناسبة بين أجزاء النفس متضمنًا ”السلوك والعادات الحميدة ومكارم الأخلاق.“
- عصر صدر الإسلام
استمر هذا المعنى ملاصقًا للأدب حتى عصر صدر الإسلام، ورُوِيَ في الحديث: (أَدَّبَنِي ربِّي فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي﴾ ومعنى ذلك أن الأدب أضحى وعاءً جامعًا لكافة المعارف والخبرات التي يلقنها الآباء للأبناء ليلتمسوا بها الطريق القويم والمنهج الطيبِ المحمود.
- العصر الأموي
كتب أدبية مشهورةفي العصر الأُمويِّ ظلَّت لفظةُ الأدب بمعنى التهذيب الأخلاقي، ولكنها تحمل معنًى آخَرَ وهو معنى تعليميٌّ، فقد ظهرت طائفة من المعلِّمين تسمى “المؤدِّبين”، وفي هذا أُلفت كتب المختارات والمحاضرات مثل العقد الفريد وغيره من كتب أدبية مشهورة، وأتاح هذا الاستخدام لكلمة أدب أن تكون مقابلةً لكلمة العلم.
- العصر العباسي
و من كتب أدبية مشهورة في العصر العباسيِّ كان مادة التعليم الأدبيِّ قائمة بالرِّواية من الخبر والنسب والشعر واللغة ونحوها، فأُطلِقت على كل هذا، وبهذا المعنى نقلَ ابن خلدون عن الأدبِ أنَّه: “حِفظ أشعار العرب وأخبارها والأخذ من كل علمٍ بطرف.“
- القرن الثالث الهجري
وقد صارت الآدابُ تُطلق على فنون المُنادمة وأصولها التي جاءتها عن طريق الغناء؛ فكانوا يعدُّون معرفة النغم وعلل الأغاني من أرقى فنون الآداب، وفيها وضع عبيدالله بن طاهر – من ندماء الخليفة المعتضد بالله – كتابَه “الآداب الرفيعة.“
- اكتمال التمدن الإسلامي في القرن الرابع الهجري
لم ينتصف القرن الرابع حتى أصبح لفظُ الأدباء مختص بالشعراء والكتَّاب ولم يعد دلالة على العلم والعلماء كما كان؛ وذلك لاستقلال العلوم حينذاك، ولعل المعنى هنا اقترب من معنى ”الفن“ في مجتمعنا الحالي، فهي دالة على إتقان حِرفة من الحرف أو مهنة من المهن التي يتطلبها عصر التمدن. ولذا تجد كتب أدبية مشهورة في مختلف ألوان الأدب ومن هذا:
- أدب الكاتب لابن قُتيبّة: موضحًا فيه أسرار الكتابة الديوانية
- الآداب السلطانية ابن طَبَاطِبَا
- أدب النديم لابن كُشّاجِم: الذي اتخذه وسيلة تعليمية لتمكين الناشئة من الخبرات والصفات التي تؤهلهم لمنادمة الخلفاء والأمراء.
ثم ضاقت دائرة الأدب إلى الحد الذي جعله يقتصر على ما وصفوه قديمًا بأنه ”الجيّد من المنظوم والمنثور“ معتبرين أن كل نظم موزون يعدّ شعرًا، أما النثر فهو عندهم الرسائل الديوانية والإخوانية، ثم الحكايات والنوادر والمُلَح والطرائف ونحو ذلك، واستمروا على هذا الرأي حتى عصر النهضة الحديثة أو مطلع القرن الحالي.
- الوقت الراهن
أقرب تعريف يمكن أن يطلق على الأدب في هذا الزمان: ”التَثْقِيفَ والتَهْذيب فِي العَقْلِ والشُعُورِ، فَكَمَا أنَّ الطَّعَامَ يُغذِّي الأبْدانَ؛ فإنَّ الأدَبَ يُغذِّي الوِجْدانَ.“
فإذا أردت أن تغذي وجدانك، هنا قائمة كتب أدبية مشهورة ننصحك بها، وستجدها وغيرها الكثير على تطبيق محلي الذي يُغنيك عن التجول بين آلاف المتاجر المحلية، مهما كان التصنيف الذي تبحث تحته. اقتني العناوين التي تناسبك، واقرأها قراءة المتذوق المتعلم، هناك كتب أدبية مشهورة تجد أثرها على لغتك وذوقك، وحينها سيصبح ما تقوله باب رزقك، يشتريه الناس بالغالي والثمين.
كتب المختارات
البيان والتبين | الجاحظ
الكامل | المبرد
روضة العقلاء | ابن حبان البستي
التذكرة الحمدونية | ابن حمدون
غرر الفوائد ودرر القلائد | الشريف المرتضى
زهر الآداب | الحصري
البصائر والذخائر | ابن حيان
الحديقة | محب الدين خطيب
بهجة المجالس وأنس المجالس | ابن عبد البر
لغة عالية
وحي القلم | الرافعي
البخلاء | الجاحظ
بلاغات النساء | ابن أبي طاهر طيفور
تاريخ آداب العرب | الرافعي
الشعر
ديوان الحماسة | شرح المرزوقي
ألفية الحماسة | ألف بيت منتخب للحفظ
المفضليات
الأصمعيات
الدر الفريد | محمد أيدمر
معاجم المفردات
نجعة الرائد | اليازجي
الألفاظ الكتابية | الهمذاني
متخير الألفاظ | ابن فارس
معاجم المعاني
فقه اللغة | الثعالبي
المخصص | ابن سِيدَة
”فإن أردت أن الحديث يجري بين متحدّث ومستمع أو مستمعين؛ فالأدب -ولا شك- وظيفة اجتماعية، ولكنك خليق أن لا تنسى بعد هذا أن الملكة الشخصية شرط لا مَعدىً عنه في كل حديث كائنًا ما كان قائله ومستمعوه؛ فإن الناس جميعًا أعضاء في بُنية جماعة، ولا يُحسن التحدّث منهم إلّا الآحاد المعدودون.“ – العقاد
حمل تطبيق محلي اليوم واستمتع بالشراء السريع لكتب أدبية مشهورة.
