غالبًا أنت هنا للبحث عن عطور نسائية فخمة ، لكن هل فكرت يومًا بأن كل رشة عطر تستمتع بها تحمل ذاكرة ثقافية وتؤرِّخ حكايات الشعوب؟ 

لا تعد العطور روائحًا مجرّدة نختارها وفق أذواقنا فحسب، بل هذا الرذاذ المتطاير الفوّاح دليل المروءة والعقل، وهو بالنسبة للنساء مقترن بالتزيّن وحسن الذوق والترف والسمو ورفعة الخلق وقلة الخشونة وليس فقط عطور نسائية فخمة، ولذا فطيب الرائحة يسهم في كسب ثقة الآخرين ويجسّر التواصل ويعزز المودات، وهذا ما دفع الشعوب لتخضيب آلهتهم بالعطور والطيب تقربًا.

قصة العطر

العطر اسم جامع للطيب، جمعه عطور، وبائعه عطّار وحرفته العطارة، ويقال رجل عاطر وعطر ومعطار، وامرأة عطرة ومعطارة ومعطرة: يتعهدان أنفسهما بالطيب ويكثران منه، سواء أكانت عطور نسائية فخمة أو عطور رجالية فاخرة.

تتواتر القصص على ألسن الشعوب حول أصل العطور، فيجعلونها مقترنة بالجنة، وجعلوا موطنها الهند فقالوا أن أبانا آدم عليه السلام قد هبط في الهند ومعه الطيب فأصبح موطنه، وقيل أنه هبط وعلى رأسه إكليل من شجر الجنة، فيبس الإكليل فنبتت من بقاياه أنواع الطيب، وقيل أنه لما هبط بالهند؛ علق الطيب  الذي جاء من الجنة بأشجارها!

هل لاحظت مدى التقارب بين معنى العطر ومفهوم الجنة؟ هذه دلالة واضحة على أهمية العطور تاريخيًا واتصالها بالطقوس الدينية، التي تجعل التعطر والتطيّب والتطهر أفعالًا شريفة موصلة لموطن الجمال ”الجنة“، فيما تصنف العطور عالميًا إلى عطور نسائية فخمة وعطور رجالية فاخرة وعطور خفيفة وثقيلة وعطور باردة وعطور مناسبة للجنسين “Unisex”، لكن دون ملاحظة لأهمية العطر المعنوية في حياتنا.

العطر بين شعوب الأرض

فطر الله الناس على حب الزينة والجمال، ومن المعروف أنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمستوى المعيشة والتقدم الحضاري، لذا فتاريخ العطور عريق قديم قِدَم الإنسان، بل ويعد العطر مادة قريبة من حواس الإنسان وآفاق حياته، وسجلًا من ذاكرة أيامه وصِلاته، فهو ليس مادة مستنشقة فحسب، بل حالة وجدانية  مؤنسة تهب الطمأنينة عن طريق أحد أهم الحواس البشرية وهي حاسة الشم،

فالعطر إذن تذكرة عبور في رحلة الإنسان الدينية والاقتصادية والثقافية، بوصفه أداة تعبير عن الاحتفالات المتباينة طوال مسيرته الحياتية من المهد إلى اللحد، ولذا عطور نسائية فخمة قد تجاوز مفهوم ”الرائحة“ وامتد ليكون عنصرًا من عناصر الحياة وجزءًا من التاريخ البشري في فنه وتواصله الثقافي بين الأقطار والشعوب ومعتقداته.

ونظرًا لمكانة العطر الدينية في سالف الأزمان فقد كانت الشعوب تصنع القرابين لآلهتها من الزيوت العطرية، وهو ما تم اكتشافه في المعابد الفرعونية بمصر، كما كان ثمة ارتباط بين العطور والتحنيط في ثقافتهم، أما العراقيين القدماء فاستعملوا الزيوت المعطرة غالية الثمن التي تستورد من الخارج كزيت السرو والآس والسدر بشكل يومي للتزين بجعلها عطور نسائية فخمة، فيما استخدموا البخور في طقوسهم الدينية بالمعابد لاعتقادهم بابتهاج الآلهة بالروائح الطيبة.

فيما وصفت التوراة جنوب جزيرة العرب بـ ”أرض البخور“ لأن القوافل الكبرى كانت تأتي إلى الشمال عند (الإسماعيليين) وهو ما يظهر الاتصال القديم بين العرب واليهود، أما جزيرة (سقطرة) -وتقع بين عدن وبلاد الهند- فكانت تنتج محاصيل ذات قيمة رفيعة في أسواق العالم مثل البخور والصبر والصمغ، ما أهّلها لتحظى بمكانة خاصة في عهد اليونان، كما جعلها محط أنظار الرومان في محاولة لاحتلال جزيرة العرب للاستيلاء على ثرواتها العطرية.

تجارة العطور

تكشف المخطوطات العتيقة والكتابات التاريخية على ظهور المعابد بأن مملكة معين كانت تستهلك البخور في معابدها، وتقايض الفائض بالبضائع الأخرى قبل نحو 350 – 50 قبل الميلاد، فيما تاجر تجّار اليمن -من مملكة سبأ- بأفخر أنواع الطيب مع فلسطين في القرن العاشر قبل الميلاد، و استوردت المعابد المصرية العطور والطيب والبخور في حركاتها التجارية في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد.

العربي الأول والعطور

اقترن استعمال العطور عند العرب قبل الإسلام بمظاهر الفرح، فكان الإقبال عليها في أوجه في مواسم الأعياد والأفراح، وكان يقدم نُذُرًا لتطييب المعابد والأصنام. وكانت الهدايا تفد للعرب من الهند واليمن والفرس، وقد اعتقد العرب بأن الهند أصل الطيب بسبب المؤثرات اليهودية عليهم آنذاك، بل وكان العطر بنظر العرب من طيب الجنة الذي أنزله آدم معه، ولذا قالوا: ”أشأم من عطر منشم“ ومنشم عطارة بمكة كانت تتطيب من طيبها خزاعة وجرهم إذا أرادوا القتال،

وهذا مما يبرز الجانب الطقسي في العطر، وهو ما ساهم في ظهور فكرة ”حلف المطَّيِّبين“ فصنعت لهم عاتكة بنت عبدالمطلب الهاشمية طيبًا فغمسوا أيديهم فيه، فجاؤوا بوعاء مملوءًا طيبًا، فوضعوه حول الكعبة، ثم غمس القوم أيديهم فيه، وتعاهدوا وتحالفوا ومسحوا الكعبة بأيديهم توكيدًا على أنفسهم، فسمُّوا ”المطَّيِّبين“ فكان الطيب وقاء من احتمالات التملص والخيانة، وفيه ارتباط بمعنى التطيُّب؛ وهو أن كل طيِّب الرائحة طارد من الشياطين والأدران،

ولذا يعد من أصول الضيافة أن ترحب بالضيف بالرائحة العطرة حتى تغريه بالحضور والمكوث، وهو سلوك عربي أصيل وجزء جوهري من ثقافة العرب وتقاليدهم ومواطن اعتزازهم إذ يدل على الاحتفاء وافتخار العربي بقِراه، ولذا تجده مرتبط بهيبة الملوك وأناقة السُلطة؛ حيث كانوا سادة العرب يستقبلون الوفود مضمخين بالعنبر والمسك، حتى يطال الطيب سيوفهم.

العطر بعد الإسلام

يشكل الطيب عصب الاقتصاد ومحور السياسة منذ عصور سحيقة وامتدادًا لصدر الإسلام وما يليه، حتى يومنا هذا، وليس من الغريب أن يحظى بهذه المكانة ما دام مرتبطًا بالجانب الديني عند مختلف الشعوب، ويكفي أن تقرأ في السيرة وترى كيف حُبب العطر للرسول ﷺ حتى يُرى وميض المسك من مفرقه ﷺ حتى تدرك مكانة التطيب في الإسلام،

وما يزال الاقتران الجميل بين العطر وملامح الديانة حتى تجده حاضرًا في طقوس كسوة الكعبة، فتُطَيَّب حتى يومنا هذا بأفخر أنواع الطيب احتفالًا وتكريمًا، والأمر سيان مع المسجد النبوي الذي ما أن تملأ صدرك بهوائه حتى تجده عابقًا بأريج يُسري عنك همك، ولذا سُميت المدينة بطيبة المُطيِّبة.

مصادر العطور

للعطور مصادر نباتية وحيوانية ومن الصخور، أما النباتات العطرية فتعد المصدر الأهم ورافد الإنتاج الأعظم لأن الحيوانات تولِّد العطر من الاعتياش على النباتات العطرية مثل الصندل والخزامى والقسط والورد والأقحوان والأَلُوَّه -وهو العود الذي يتبخر به- والبان والزعفران والرند والشيح والعرار واليلنجوج وغيره مما يدخل في صياغة مكونات عطور نسائية فخمة معروفة.

أما المصدر الحيواني فمثل المسك المستخرج من دُوَيبة أو الغزلان، ويقال بأنه أفضل المسك ما يرعى غزلانه حشيشًا يقال له (الكندهسة) ينبت بالتبت وكشمير، ويقال بأن أجود المسك في الرائحة والنظر ما كان تفاحيًا؛ يُشبه رائحة التفاح اللبناني، ويغلب على لونه الصفرة، وقد تم منع استخراج المسك الطبيعي في عدد من الدول نظرًا لتأثيره البيئي السلبي،

واستبدل بإنتاج مسك مكون من تركيبات كيميائية يعطي نتيجة مقاربة للمسك الطبيعي الذي يعد نادرًا في الوقت الراهن. أما المصدر الأخير فهو الصخور، حيث يستخرج العنبر، وله أنواع من أجوده وأغلاه قيمة ”العنبر الشحري“ وهو ما قذفه بحر الهند إلى ساحل الشحر -نسبة إلى الشحر من أرض اليمن-،

ومنه كذلك العنبر الطافي الذي يطفو بالبحر ولا تأكله الأسماك لأنه يقتلها، وجميع ما سبق من الأخلاط العطرية تدخل في إنتاج صيغ مختلفة من عطور نسائية فخمة نستخدمها بشكل يومي.

أسواق العطور

السوق لغةً من سَوق الإبل وغيرها، يسوقها سوقًا سياقًا، وفيما بعد صارت دلالة على المكان الذي تباع فيه البضائع، وكان للعرب في الجاهلية خمس عشرة سوقًا، وهو ما يشير إلى أهميتها، ولرحلات الشتاء والصيف التي كانت تقوم بها قريش علاقة وطيدة، حيث سميت قريش بذلك لأنهم كسابون بتجارتهم، فقيل هو من التقرش اشتقاقًا من التجارة والقرش. ومن الأسواق المشهورة:

  • سوق مكة | وتخصص العطارون فيها بسوق خاص بهم، واشتهرت مكة بعطورها نظرًا لاستيرادها العطور من اليمن وغيرها، ومن أشهر العطارين فيها عطارة اسمها منشم.
  • سوق عكاظ 
  • سوق دومة الجندل
  • سوق المشقر
  • سوق صُحار
  • سوق الشحر
  • سوق عدن
  • سوق صنعاء
  • سوق رابية حضرموت
  • سوق ذي المجاز
  • سوق مجنة
  • سوق بُصرى
  • سوق الحيرة
  • سوق المدينة المنورة
  • سوق دارين

وقد فات العرب سوقٌ لم يذكر في كتب التاريخ بعد، لكنه سيفتح لمستقبل التاريخ بابًا مختلفًا في المملكة العربية السعودية والعالم العربي عمومًا، حيث تجتمع المنتجات على اختلاف تصانيفها تحت سقفٍ واحد بضغطة زر، فلا يحتاج البائع والمشتري لرحلة الشتاء والصيف، ولا لقوافلٍ تحمل على ظهورها الأطياب والعطور،

بل هي نقرة واحدة على شاشتك، وستجد تشكيلة واسعة من عطور نسائية فخمة ومن عطور رجالية فاخرة على تطبيق محلي لتستمتع بها مسكية الشذا كما تكني العرب المرأة المعطارة في قصائدها.

تعرفي ايضاً علي أفضل النصائح عند العناية بالبشرة: خطوات تجعل بشرتك صحية