الاحكام شرح عمدة الاحكام 2/1 ( صافي )

تاليف د منصور الصقعوب 

الإحكام شرح عمدة الأحكام

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين :

أما بعد: فإنما يَشرُفُ العِلمُ بشرفِ مَن يُنسب إليه، وما من شك أن أشرف العلوم بعد كتاب الله سنة النبي ، ذلك أنه لا ينطق عن الهوى، وقد قال : ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه.

وقد عُني أهل العلم بتصنيف الكتب التي تجمع أحاديثه ، ولهم في هذا مسالك وطرائق، منها - كما سيأتي - أحاديثُ الأحكام، ومن هذه الكتب التي حظيت بعناية كبيرة من العلماء كتاب (عمدة الأحكام من كلام خير الأنام ( صلى الله عليه وسلم ) للإمام الحافظ عبد الغني المقدسي .

وهذا الكتاب الذي بين يديك هو شرح لكتاب العمدة، قصدتُ توضيح مقاصد الأحاديث، وذكر أهم مسائلها، وبعض لطائفها، مع يقيني

أن للكتاب شروحًا عدة، لكني سلكت في هذا الكتاب مسلكًا لعل فيه إضافة، من حيث وضوح العبارة، وعدم الإطالة في المسائل الفقهية، علاوةً على أني رغبت أن أنسلك في سلك من شرفوا بشرح هذا الكتاب، وتوضيح ألفاظه .

وقد سلكت في الشرح المنهج الآتي:

- أترجم لصحابي الحديث بإيجاز، وأحيل في ترجمته إلى أهم المصادر التي تكلمت عن ترجمته . - أذكر من الألفاظ ما كان غامضًا ، أو لم يكن معناه غامضًا لكن احتاج لبيان لارتباطه بفقه الحديث، وأجعل للألفاظ عنوانًا مستقلا إذا تعددت، فأقول : ألفاظه الغريبة ) .

- أذكر أهم مسائل الحديث بدون استقصاء، مع العناية بذكر مذهب الحنابلة في المسألة، فإن وافقوا الجمهور فأكتفي بتسمية الجمهور، وأذكر أحيانًا بعض لطائف الحديث وفوائده وأجعلها ضمن المسائل المأخوذة من الحديث .

أعتني بنقل أقوال المذاهب من كتبهم المعتمدة.

- أشير غالبًا إلى اختيار ابن تيمية وابن القيم وبعض العلماء المعاصرين في المسائل الخلافية .

- عند البداءة بباب جديدٍ أذكر معنى الباب، وعدد الأحاديث التي حواها الباب ..

- أعتني في الحاشية بذكر مواضع إخراج البخاري ومسلم لأحاديث العمدة، لأن هذه المواضع والتبويبات لاسيما- عند البخاري- نافعة، وتفيد في تصور مسائل الحديث وبعض فوائده . هذا وأنا موقن بالقصور في هذا العمل، ولكن لعله أن يفيد طالبًا، وأن يخدم مستفيدال

وفي الختام لا أنسى أن أشكر من ساعدني من الإخوة في مراجعة الكتاب، وأسدى لي بعض الملحوظات فجزاهم الله عني خير الجزاء، وبارك لهم في وقتهم وعمرهم.

وأسأل الله تعالى أن يجعل هذا الكتاب خالصا لوجهه الكريم، وأن يكون قربة إلى رضا الله وجنته وأن يحشرنا مع نبينا في الفردوس الأعلى من الجنة .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد و آله وصحبه أجمعين .

كتبه

د منصور بن محمد الصقعوب

١٤٤١/٣/٨هـ