أتذكرين كيف كنّا نرسم على الرصيف مربعات بالطبشور ثم تناوبنا للقفز عليها كي نتبع حجرة صغيرة جيئة وذهابًا، دون أن نكترث لأقدامنا وهي تطأ النباتات العشوائية التي خرجت من شقوق الإسمنت ؟ ربما في حياة أخرى، كنا نباتات رصيف مخلوقةً للتستر على كل الكوارث، وعقد هُدنٍ مع العالم، نباتات لا تقلتها الأعاصير، ولا الأقدام التي تدعس رأسها، وكلما همّوا لإقتلاعها نَمَتْ متجاوزة الشقوق الضيقة, وكأنه الفعل الوحيد الذي ولدت لأجله.