إن هذا الكتاب ثمرة تجربة شخصيّة عاشها دوستويفسكي ، إذ يتحدّث عمّا عاناه هو نفسه في السجن، مع أنه ينسب المذكرات لرجل سّماه ألكسندر جوريانتشكوف. فيصف مشاعر فقد الحريّة، والعيش مع قتلة ولصوص يكنّون له عداوة شديدة لأنه ينتمي إلى طبقة السادة الذين يضطهدون أبناء الشعب.
لكن دوستويفسكي لا يغرق في مشاعر تشاؤمية، بل مع الوقت يروح يميّز بين الأشرار والأخيار، ويجد بين السجناء مَن يمكن أن تُفْهَمَ جرائمهم بل يمكن أن تُعْذَرَ من وجهة نظر الأخلاق. ويقدّم لنا صورة قويّة التأثير عن حياة السجن بما فيها من شقاء ومن علاقات إنسانية رفيعة وتبادل منافع وتجارة... وأشياء يصعب على المرء تصوّرها.
ويوجّه دوستويفسكي النّقد لنظام السجن، فيقول "يجب أن نعترف بالحقيقة: إن هؤلاء الرجال يملكون كنوزاً رائعة.... ولعلّهم بين أبناء شعبنا من أعظمهم مواهب وأغناهم طاقات، لكن مَلَكاتهم الممتازة قد هلكت إلى غير رجعة. فمن المذنب ؟.
كعادته، يهبط دوستويفسكي إلى الأغوار العميقة للنفس الإنسانية، ويسسبُرُ ما في أعماقها من طبيعة لا يسيطر عليها العقل ولا يدركها. يدرس نفسيّة السجين في قسوته وفي استعداده لبذل ما يملك إزاء بادرة عطف ومودّة إنسانية. كما يدرس نفسيّة الجلاّد الذي لو كان خير الناس، فإن قلبه يقسو بتأثير العادة، فإذا هو يصبح حيواناً كاسراً.
......
""كنت أشعر في هذه الأيام بضيق شديد فتناولت كتاب "ذكريات من منزل الأموات" فأعدت قراءته. كنت قد نسيت كثيرًا منه، فلما أعدت قراءته أيقنت أن ليس في الأدب الجديد كله كتاب واحد يفوقه، حتى ولا كُتب بوشكين
ليست النبرة هي الشيء الرائع فيه، بل وجهة النظر التي يشتمل عليها؛ إنه صادق طبيعي مسيحي، إنه كتاب يعلّم الدين
فإذا رأيت دوستويفسكي فقل له أني أحبه" تولستوي عن الرواية
المؤلف: فيودور دوستويفسكي
عدد الصفحات:432
الناشر:دار التنوير
لتصفح بقية مؤلفات الكاتب العظيم دوستويفسكي:
1/ المقامر
2/ الليالي البيضاء
3/ حلم العم
4/ الجريمة والعقاب (جزئين )
5/ مذلون مهانون
6/ الإخوة كارامازوف (أربع أجزاء)
7/ الفقراء
8/ الزوج الأبدي
9/ التمساح زوجة رجل آخر تحت السرير
10/ الشياطين
11/ في قبوي
12/ الجارة قلب ضعيف
13/ قرية ستيبانتشيكوفو وسكانها
14/ مذكرات من العالم السفلي
15/ الرسائل ( جزئين )
16/ ذكريات شتاء مشاعر صيف
17/ ذكريات من منزل الأموات
18/ المثل قصة أليمة
لطلب كتب دوستيفيسكي بترجمات ودور أخرى:
1/ الإخوة كارامازوف (أربع أجزاء ) ( دار الرافدين )
2/ الليالي البيضاء ( دار الرافدين )